وقد انفتح باب الدعوى الطويلة العريضة التي يوضح معناها هذا البيت:
وإني وإن كنتُ الأخير زمانه | لآتٍ بما لم تسْتطعه الأوائلُ |
إن من ينظر في تفاسير السلف للقرآن مثل ابن جرير والبغوي والقرطبي وابن كثير رحمهم الله وغيرهم من عامة من فسّر القرآن من السلف وهو من الأئمة يرى تفاسير الصحابة والتابعين منقولة لبيان معاني القرآن، فلماذا لم يقولوا: إن القرآن متجدّد بمعانيه وروحه في كل عصر وأن له عطاء لكل جيل يختلف عن عطائه للجيل السابق، أهؤلاء أهدى من السلف؟ أم أنهم يفتحون باب ضلالة؟.
ويقول أيضاً صاحب الكتاب السابق: إن هناك آيات من القرآن تعطينا الآن عمقاً جديداً في معناها: ذلك العمق لم يكن أحد يصل إليه بالفهم الدقيق في أول وقت نزول القرآن.
هذا الكلام فيه تفضيل لعقول المتأخرين وفهومهم العميقة الدقيقة على من نزل القرآن في وقتهم، ومعلوم أنهم النبي والصحابة فانظر ما يقع به هؤلاء الجهلة المتعالمون.