ليعلم صاحب كتاب توحيد الخالق وغيره ممن فُتِن بهذه المسْتجدات والمحدثات الدخيلة على المسلمين في هذا العصر الذي تتهيّؤ فيه الدنيا للدجال وتتهيؤ فيه لختم أجلها الذي دنى وأوشك أن يَفْجَأ، ليعلم أن كل هذه الفتن خارجة عن السهولة والبساطة المتناسبة مع الفطرة الشِّرعية وأن الأمة اليوم لبست غير لباسها وسارت في غير طريقها إذْ أنها تشبهت بمن نُهِيَتْ عن التشبه بهم فسلكت مسالكهم فضلّت بضلالهم ووقعت في شدائدهم.
نعم تركت الأمة السهولة والبساطة المتناسبة مع الشرعة والفطرة فهي اليوم تجني ثمار المخالفة.
ثم ذكر صاحب كتاب توحيد الخالق ما أصاب الأمة نتيجة الخلافات السياسية والاتصال بالمذاهب الفكرية الأخرى وإقحام العقل فيما ليس له فيه مجالاً وأن ذلك كان سبباً للعدول عن منهج القرآن الحكيم كما كان سبباً في تحول الإيمان من بساطته وإيجابيته وسموّه إلى قضايا فلسفية وأقيسة منطقية ومناقشات كلامية تافهة ولم يعد الإيمان هو الإيمان الذي تزكو به النفس أو يصلح به العمل أو ينهض به الفرد أو تحيا به الأمة.
هذا الكلام والذي قبله صحيح فيقال لصاحب كتاب توحيد الخالق وأمثاله ممن سلكوا هذه المسالك المُحدَثَة: ما أشبه الليلة بالبارحة، إن