هؤلاء وتقليدهم لهم وكأنّ الشر يأتي بالخير، وكأنّ الأعمى بصير، وكأنّ العنب يُجنى من الشوك، والمراد هنا ظهور الفرق بجلاء في أمر الأصول والقواعد التي سار عليها الأولون في النظر والتفكر وأنها حسب وصف وعلم وتدبر خالق هذا الكون العليم به سبحانه والعليم بما ينفع عباده ويضرهم، أما مُقلّدة أرباب العلوم الحديثة والكشوفات فإنهم من أول خطوة يسيرون على نهج مُخَطّط مرسوم من قِبَل الملاحدة الضُّلال، فالنظريات الضالة التي هي قواعد وأصول مرسومة ومنتهى منها قبل الكشف والنظر، وما عليك إلا أن تكون تابعاً للقوم تُثْبت ما يثبتون وتنكر ما ينكرون في شأن المخلوقات وكأنّ خالقنا ونبينا تركنا عالة على هؤلاء في معرفة ملكوت ربنا، والذي أقوله في وصْف المقلِّدة ظاهر بيّن لمن نظر فيما يتكلمون به ويكتبونه في مؤلفاتهم.
وانظر متابعة صاحب كتاب توحيد الخالق لضلال الملاحدة الذي لا يتفق معه وجود سموات مبنية وخالق فوق سمواته فوق عرشه.


الصفحة التالية
Icon