أنظر قوله: الفضاء اللانهائي فهذا ضلال عن السموات السبع وعن الله وعرشه، وفسّر معنى قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفاً مَّحْفُوظاً) بالغلاف الجوي الذي زعم أنه يحفظها من أضرار تساقط بقايا الشهب والنيازك، جعل هذا السقف والبناء غازاً في الفضاء.
وهكذا فالسموات السبع إمّا أن يُؤوِّل معناها لمن قلّد الملاحدة أو يُنكرها لأنها في علومهم مَنْفيّة لا وجود لها.
وإن هذا لمن أخطر ما أتَتْ به هذه العلوم حيث من أراد أن يثبت وجود الله تَحَيَّر وضَلّ عن خالقه ومعبوده.
ولما جاء هذا الكاتب على قوله تعالى: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء) وقوله تعالى: (أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ) قال: ويبلغ سمك طبقات الغلاف الغازي نحو ٣٠٠ كيلو متر وما يقع فيما وراء هذا الغلاف هو بناء محكم من فضاء لا نهائي أو محيط لا حَدّ لاتساعه يتألف من الأتربة الكونية الدقيقة الحجم وتسبح فيه أعداد لا حصر لها من المجرات والنجوم والكواكب في مداره الذي اقتضاه المولى عز وجل له. انتهى ص٦٤.
يقول: بناء محكم من فضاء لا نهائي، وهذا تناقض بيّن لأن البناء شيء والفضاء شيء فهو جمع بين النقيضين، فالبناء ليس فضاء والفضاء ليس بناء.


الصفحة التالية
Icon