إن من قَلَّد أرباب هذه العلوم قد وَطَّن نفسه لقبول الخيالات، حتى لو زعم المعطلة أنهم اكتشفوا مجرات بحيث تكون هذه المجرات التي ذَكَر بالنسبة إليها كذرّة غبار متناهية الصغر، هذا ظاهر في مؤلفات من كتبوا عن هذا الإعجاز المزعوم.
بعد هذه الإشارة لهذا الأصل المهم الذي يُمَيّز بين السلف والخلوف في هذا الأمر أقول لصاحب كتاب توحيد الخالق ولمن اغتروا بالملاحدة وانخدعوا بخدعهم وضلالاتهم أقول: الرجوع إلى الحق أحق من التمادي في الباطل، والعَوْدُ لكم أحمد، ويا ليتكم تكونون كمن رضي من الغنيمة بالإياب فالأمر والله غاية الخطورة، وبما أن القوم لجّجوا في بحار عميقة مظلمة فلا بد بمعونة الله من كشف ما يحتمله هذا المؤلِّف الذي يطول جداً لو ذكرت فيه كل نظريات الكفرة وما فيها من الضلاّل وإنما الإشارة تكفي مَنِ الحكمة ضالّته، وليكن الكلام الآن على السماء التي أعجب صاحب كتاب توحيد الخالق ما توصّل إليه من العلم الحديث وكشوفاته من شأنها، ولنبدأ من الأصل الذي يُصَرّحون به وعليه بَنَوْا علومهم وهو أن الكون لا خالق له.
وهذا تفرّع عنه أن ما فوق الأرض من كل جهة فضاء لا ينتهي، ومعلوم أن هذا الاعتقاد هو ثمرة من ثمار جحودهم لخالق الكون فينظرون إلى ما فوق رؤوسهم إلى عالم مجهول اتفقوا على أنه فضاء لا حَدَّ له. ليسوا