مجرد نظريات هي في خيالاتهم المظلمة ويثبتونها رسْماً ورقماً على الورق، فلذلك يتكلمون حتى عن تركيب السماء وأنه مركب من الذرات كما ينقل صاحب كتاب توحيد الخالق عنهم في قوله السابق عن الذرة: وأنها أصل كل مادة شوهدت في الأرض أو السماء.
ومعلوم أن السماء عندهم هي الكواكب السابحة في الفضاء الذي لا نهاية له، وإنما قالوا ذلك باعتبار أن الكل منفصل من أصل واحد وهو السديم فتركيب جميع الكون مثل تركيب هذا السديم وهو الذرات، وهم والله لا رَأوْا سديماً ولا عندهم أثارة من علم تدلّهم عليه، وَوَحْي الأنبياء لا يرجعون إليه، وليس في وحي الأنبياء ذكر سديم ولا ذرات حسب ما يتخيلون ويتخرصون، وإنما في القرآن الخبر اليقين عن بداية الخلق ونهايته وكل ما يحتاجه أهل الإسلام في دينهم ودنياهم.
والذرة هي الجوهر الفرد الذي ضل به متكلمة الجهمية وقد أنكره علماء المسلمين وضلّلوهم به.
فضلالهم في العالَم العلوي كضلالهم في العالَم السفلي وأعظم حيث أن مادة العالَم العلوي خفيفة وشفافة مستنيرة.
أما الأرض وما فيها فكثيفة مظلمة معتمة تختلف كُلِّياً عن تلك.
صاحب كتاب توحيد الخالق ينقل في كلامه عن الذرة وغيرها عمن هو مشغوف بعلومهم، ففي كتابه (العلم طريق الإيمان) (ص٨٨) ذكر