تلك المكوِّنات فهذا دليل البداية والخلق عنده، وليس كذلك، بل كلامه هذا أغرى الكفرة بكفرهم وأضل المسلمين عن ربهم.
فيقال له: هم لا يُسَلّمون بالالتقاء ولا ببدايته وإنما هذه الذرة المزعومة بمركباتها أزليّة عندهم ولو أقروا بأن لتركيبها وقت بدأ فيه فلا يقرّون أن هذه المركبات مخلوقة أصلاً وأن لها بداية أصلاً.
يعني أنهم لا يقرون بخالق للإلكترون المزعوم والبروتون والنيترون، فهذه الأجزاء الثلاث عندهم أزليّة فكيف يُحْتج عليهم بنفس التركيب؟ بل هذه طريقة المتكلمين (كل مُحْدَث لا بد له من محدِث).
وإنما الحجة والبرهان أن هذه الذرة لا وجود لها إلا في أذهانهم، وقد تقدم الكلام في الجوهر الفرد وهو أصغر شيء بزعمهم في المادة وأنه لا يتميز يمينه عن شماله ولا يُرى، قال تعالى: (تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ).
وقد نهى العلماء أن يُحْتَجَّ على أهل الباطل بحجج ضعيفة حيث أن ذلك يُغْريهم بباطلهم، كيف بمن يحتج عليهم بإقراره بباطلهم وبُفْهمهم ويُفهم المسلمين أن الخالق خلق المخلوقات على الصورة التي يذكرون وهي: السديم وأنه متكون من ذرات وأنه يدور وانفصلت منه الأرض والكواكب، وهكذا تجده مسايراً لهم خطوة خطوة وغايته إثبات خالق، إن الجمع بين الحق والباطل لا يكون.


الصفحة التالية
Icon