وما مع الفعل بتأويل المصدر كقوله: (كَمَا أَرْسَلْنَا) هذه كلها أسماء وينطق بها على نمط واحد، وقد قيل: إن الاستفهام يزاد في ترسلها قليلًا وتحريتها وما زائدة كقوله: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ)، و (عَمَّا قَلِيلٍ) وجحدًا كقوله: (مَا كَانَ لِيَأْخُذَ) (وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ)، ويكون بمعنى ليس كقوله: (وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ)، وهذه كلها حروف يجب على القارئ أن يميز (مَا) النفي من غيرها بزجر قليلا، وأما (مَا) الشرط فليس من هذا القبيل وهكذا المركبة في قوله: لما وبما وهكذا إذا كانت في الحرف نحو: من وإن كانت صفة استوى فيها من يعقل وما لا يعقل نحو: (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ)، وإن كانت أخبارًا فلما يعقل نحو: ما عندك، ومن لم يعقل قال اللَّه تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ)، والباقي تغليبًا لمن يعقل، فأما (مَن) فيأتي للاستفهام كقوله: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا)، ويأتي خبرًا وشرطًا: (فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ).
وأما الضروب منها: لام التعريف كالرجل والغلام ولام الجنس كالصلاة والزكاة، ولام العهد واليوم والليلة، ولام الاستغراق كالرجل والنساء ولام التعظيم كاللَّه، ولام الأمر إذا ابتدئ بها كسرت لتعن بحاجتي وإن تقدمتها الواو أو الفاء أو ثم أو جاز الكسر والإسكان على الخلاف (وَلْيَضْرِبْنَ) (فَلْيَمْدُدْ) (ثُمَّ لْيَقْطَعْ)، والإسكان مع الفاء أولى والكسر مع ثم أولى ويستويان مع الواو فقد تجيء مكسورة في الأفعال بمعنى كي والقسم وفي الأسماء بمعنى الملك، والإضافة نحو: ليجري ليعفر لِجَهَنَّمَ المال لزيد، ويقال لها لام العامة والضرورة نحو: (لِجَهَنَّمَ)، (لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا)، ويجيء بمعنى التأكيد كقولهم: إنك لكريم وقوله عز وجل: (إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ)، والأصل أن يفتح وإنما كسرت في الظاهر إذا كانت بمعنى الملك الفرق بينهما وبين لام التأكيد ألا ترى لما لم تؤكد المكنى في قولك: لك ولهم، وإن كان بمعنى الملك فتح، ويكون للقسم والتأكيد وعلامة بالابتداء مثل قوله: " لمسجد "، مفتوحة أبدا، هذا هو الفرق في الحروف على الاختصار لئلا يطول الكتاب، ومن لم يعلم مثل هذا ولم يفهمه لم يجز له أن يقرأ أحدًا من الناس ولا يأخذ على أحد حرفًا ويخدم عليه ذلك في هذه الصناعة هكذا قال المتقدمون كابن مجاهد وغيرهم.