(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) فهذا نزولها بمكة، وأما نزولها بالمدينة فكان أُبي بن كعب مع رسول اللَّه - ﷺ - في المسجد حتى قال يا أبي: أنزلت علي سورة ليس مثلها في التوراة ولا في الإنجيل فقال له: يا رسول اللَّه وما هي فقال: (الْحَمْدُ لِلَّهِ) إلى آخرها (١)، وهي التي قال اللَّه تعالى فيها: (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي) وهي سبع آيات في أكثر العدد، وقال الحسن البصري: ثمان آيات وقال الحسن الجعفي: ست آيات، فمن قال: ثمان لم يعد (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)، لأنها عند أهل البصرة ليست بآية وعد (إِيَّاكَ نَعْبُدُ)، و (أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)، ومن عدها ستًّا فلم يعد (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)، ولا (إِيَّاكَ نَعْبُدُ)، ولا (أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) اختلافها على الصحيح آيتان (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) عدها المكي والكوفي (أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) أسقطها المكي والكوفي.
* * *
سورة البقرة
مدنية، إلا ست آيات منفردات منها: (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ) نزل عليه لما سئل رسول الله - ﷺ - عن ربه إلى آخره الثلاث الرابعة نصف آية. قوله تعالى: (وَأْتُوا الْبُيُونَ مِنْ أَبْوَابِهَا) نزلت في قصة الحمس بمكة وهم الأشداء كانوا لا يأتون عرفات ويفيضون من تحت الميزاب وهم قريش، وثقيف، وعامر بن صعصعة نزل رسول اللَّه - ﷺ - يومًا في بستان لهذيل فزاحمه على النار ثعلبة بن عتمة، فقال: من هذا؟ فقال: أنا ثعلبة الأحمسي، قلنا الأحمسي فقال الرجل: يا رسول الله استغفر الله ما علمت الخمس الآيات وكانوا إذا أتى وقت الحج لا يدخلون من أبواب البيوت فيقولون: لأنا لا ندخل من حيث أذنبنا بل يدخلون من السطوح أو ينقبون من خلف البيت.
قال اللَّه تعالى: (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُونَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى)
_______
(١) أخرجه الترمذي (٣١٢٥)، والنسائي (٩١٤)، وأحمد (٢١١٣٣)، وغيرهم، وتصرف المؤلف في لفظه.