فصل في قُتَيْبَة وأصحابه


كيحيى بن زياد وفورك بن سيبويه وعدلي بن زياد ورجالهم ونذكر إمالتهم في كل سورة ونجعلها قسمين إمالة محضة وإلطافًا.
واعلم أن قُتَيْبَة حين دخل أبو علي النهاوندي بغداد بروايته حكى لأهل بغداد ما له نبرة ولم يعتبر الموانع وغيرها فاختاروا منها اختيارًا فسموه إمالة قُتَيْبَة وتركوا ما كان منها بشعًا في اللفظ وهو صحيح في العربية لكن ما قرأناها بأصفهان بعد قرأتنا إياها بمصر وجدنا زيادات في الإمالة لم يذكرها أبو علي البغدادي، وأصحاب الْحَمَّامِيّ، وكان قُتَيْبَة أصفهانيا من قرية أزادان، وروى قراءته ابْن شَنَبُوذَ، والمطرز، وابن باذان، وابن عبد الوهاب، ويوسف بن بشر بن آدم وغيرهم فأتوا بالإمالة في كتبهم على حد ما نقلت عن قُتَيْبَة، وقرأتها بعد ذلك على أصحاب ابن مهران وأصحاب العراقي، وسمعتها من أصحاب أبي الحسين الْخَبَّازِيّ ومن كل واحد عندي تضيف له فيها فأردت الجمع بين ألفاظهم بعد تحصيلي طرق الْخُزَاعِيّ فيها فإن تفرد منهم بشيء ذكرته وإن شذ، وإن اتفقوا قلت: إمالة قُتَيْبَة وموافقيه، وإن ساعده أحد من القراء مثل أبي زيد وعباس وبعض رجال حَمْزَة وغيرهم بينته وأضم إليه فوركًا وعديًّا وغيرهما مما تفردت نقلًا عن أهل أصبهان، فمن ذلك الْخُزَاعِيّ: كان قُتَيْبَة يميل كل كلمة فيها كسرة وألف ساكنة سواء كانت الكسرة متقدمة أو متأخرة أو لكلمة أو أخرها ما كانت العربية بحاكمة يجوز الإمالة وسواء كان فيها حرف مانع أم لا بعد أن ذنب فيها ترتيبًا في تصنيفه المعروف برواية قُتَيْبَة وأزيد فيه ما تفرد به إبراهيم بن نوح الفقيه وأبو خالد الزندولاني، وعمر المسجدي، وأحمد بن مرده، وفورك بن سيبويه، وعدي بن زياد، وكان الْخُزَاعِيّ فصل في هذا الكتاب والمعروف رواية قُتَيْبَة يحيى بن وردة النيسابوري عن يحيى بن زياد الخوارزمي وهكذا عن قرائنا بأصفهان واللفظ لقُتَيْبَة وإذ وافقه غيره أهملته وإن خالفه بينته إن شاء اللَّه عز وجل.
* * *


الصفحة التالية
Icon