بِسَمْعِهِمْ}، و ﴿الْكِتَابَ بِالْحَقِّ﴾ بعد السبعين والمائة في البقرة وفي الأعراف ﴿جَهَنَّمَ مِهَادٌ﴾، أما المتجانس والمتقارب فلا يخلوا إما أن يكون قبل الأول متحرك أو ساكن، فإن كان قبله متحرك نحو: ﴿فَآمَنَ لَهُ﴾، و ﴿لِيُبَيِّنَ لَكُمْ﴾ بالإدغام لا غير عن أبي عمرو وأبي السمال وطلحة وروى ذلك عن الوليد والصحيح عن الإظهار وإن كان ما قبله ساكنا لم يخل من ثلاثة أقسام: أما أن يكون الأول مفتوحا فلا يدغمه إلا في أربعة مواضع نحو: ﴿كَادَ يَزِيغُ﴾، و ﴿بَعْدَ تَوْكِيدِهَا﴾، و ﴿الصَّلَاةَ طَرَفَيِ﴾ على اللاختلاف، و ﴿قَالَ رَبِّ﴾ وما أشبهه، وإن كان مرفوعا أو مجرورا فإنه يدغم بكل حال، لم يدغم أبو زيد ﴿الرَّحِيمِ (٣) مَالِكِ﴾، ولا ﴿حَيْثُ شِئْتُمَا﴾، و ﴿وَيَغْفِرْ لَكُمْ﴾، و ﴿يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ﴾، و ﴿يَكَادُ سَنَا﴾، ولم يدغم العباس في المشهور ﴿إِنَّهُ هُوَ﴾، وهكذا كل هاء موصولة واو في اللفظ أو بياء.
واعلم أن الألف لا يسوغ فيه مع غيره الإدغام؛ لأنه لا يكون إلا ساكنا جوفيا هكذا الياء وهكذا الهمزة مع مثلها وغيرها إذا لم يقع في الكلام همزتان الأولى ساكنة والثانية متحركة وهو أيضا هوائية متجانسة الألف، ولا يدغم الواو الساكنة إذا انضم ما قبلها في مثلها ولا الياء الساكنة إذا انكسر ما قبلها في مثلها وقدمناهما، أما الواو المتحركة في الواو فاتفق على إدغامها في موضعين ﴿الْعَفْوَ وَأْمُرْ﴾، و ﴿اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ﴾، وسنبين حكم واو انضم ما قبلها وهو متحرك ولا يدغم العين والخاء في مثلها ولا في غيرها ولا يدغم فيها إلا ﴿وَيَتَّبِعْ غَيْرَ﴾ وسنبينه، أما إدغام المتجانس والمتقارب فيدغم الباء في الميم في ﴿وَيُعَذِّبُ مَنْ﴾، ويدغم التاء في اللثوية، والشجرية، والأسلية التاء ﴿التَّوْرَاةَ ثُمَّ﴾، و ﴿وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ﴾ الذال ﴿الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ﴾، والظاء ﴿الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي﴾ الجيم ﴿الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ﴾ الشين ﴿السَّاعَةِ شَيْءٌ﴾ الضاد ﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا﴾ الصاد ﴿وَالصَّافَّاتِ صَفًّا﴾ السين ﴿الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ﴾ الزاء ﴿فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا﴾ الطاء ﴿الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ﴾، و ﴿الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ﴾.
أما الطاء وإن لم تكن أسلية فإنه قريب منها لأنها نطعية، والدال يدغم في هذه الحروف إلا في الطاء أما الدال فإنه يدغم في التاء مثل ﴿بَعْدَ تَوْكِيدِهَا﴾، و ﴿كَادَ يَزِيغُ﴾،