وروى مثل هذا عن روح بن عبد المؤمن وأقل الناس مدًّا القواس، وقَالُون، وطريق الحلواني، وابن نشيط، والسُّوسِيّ، وابن الْيَزِيدِيّ، وسبطه وأبو حمدون، وأُوقِيَّة، وأبو خَلَّاد عن أبي عمرو، أما سالم عن قَالُون، وبقية أصحاب نافع وأبي جعفر فكابن الحارث ونصير وطَلْحَة قال الطبراني: مد نصير بمقدار ألفين ومد السُّوسِيّ وغيره بمقدار ألف ونصف الحلواني عن أبي جعفر كقَالُون هذا حكمهم في المد، والمد إنما يثبت في ثلاثة أحرف وهي حرف المد واللين، الألف الساكنة المفتوح ما قبلها نحو: (قَالَ)، و (قَامَ) والواو الساكنة المضموم ما قبلها نحو: (يُؤمِن)، و (مؤمن)، و (يُؤثَرُ)، والياء الساكنة المكسورة ما قبلها نحو: (بِئْبر)، و (وَبِئسَ)، و (ذئب).
واعلم هذا أن الوصف زيادة وهو أن يكون بعد حرف اللين همزة نحو: (جَآءَ)، و (شَآءَ) فإن لم يكن الهمزة فذلك تمكين وإشباع لا مد حقيقي، وقد أتى هذا في التجويد، قال سليم في رواية خلف وغيره: المد يجزئ عن السكت عند الزَّيَّات، وقال في رواية ابن عيسى وغيره: الجمع المد والسكت أحسن، قال خلف: أطول المد عند الزَّيَّات ما لقيته همزة مفتوحة نحو: (تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ)، و (جَاءَ أَجَلُهُمْ)، وأوسطه (الْمَلَائِكَةِ)، و (خَائِفِينَ)، وأقله (أُولَئِكَ) وشبه هذه رواية خلف وغيره من أصحاب الزيات يزعمون أن المد كله واحد مدًّا بين مدين لا بالطويل الفاحش ولا بالقصير المحترم، قال الطال: بل أطولهم مدًّا، ولا فرق بين الكلمة والكلمتين، وقد قدمنا تفصيل أصحاب الزَّيَّات في المد إلا أنا ذكرنا الطبال؛ لأنه مختص بهذا اللفظ، إذا ثبت هذا فقد قال أبو الحسين: أطول المد مد ورش، وسالم، وأيوب، وسماوي غير أبي عبيد، ومحمد ثم فصل، وقال: أطول هؤلاء مدًّا النحاس، والبخاري، وداود عن ورش والزَّيَّات، وابن غالب، والشموني ثم دون هؤلاء عَاصِم غير هذين وعلي، وخلف، وأيوب وهكذا يأخذ ابن مجاهد لجميع القراء، يعني: المد المتوسطة، قال حميد الفيل: أقل الناس مدًّا عن حفص، وروى عن الْمُطَّوِّعِيّ: إن من زعم أن أهل الشام يمدون حرفًا لحرف فقد أخطأ.
قال الْهُذَلِيّ: ولعل هذه رواية الْإِسْكَنْدَرَانِيّ عن ابْن ذَكْوَانَ، وابن ربيعة عن البزي، وابن حبشان عن أَبِي عَمْرٍو، ويَعْقُوب، وزيد طريق الجريري، وقُنْبُل طريق الربعي، وابْن الصَّبَّاحِ