(لَيَطْغَى) و (أَنْ يَطْغَى) هذا كله في الهمزة المتوسطة وقد مر في موضع آخر فقال خلف " هَنِيئًا مَرِيًّا " يهمز الأولى ويشدد الثانية على نية الوقف يعني: يهمز (هنيئًا) ولا يهمز (مَرِيئًا) وقال عبد اللَّه بن يزيد والأزرق والفراء (هَنِيًّا مَرِيًّا) مشددان من غير همز على الاتباع قال خَلَّاد: (هَنِيئًا مَرِيئًا) خفيفات من غيرهم، قال ابن سلم: (هَنِيئًا) مهموز (مَرِيئًا) خفيف من غيرهم، وقول خلف أولى بالقياس، فأما (السُّوء)، و (شَيئا) ففيه ثلاتة أقوال: فروى ابن هاشم (السُّو)، و (شَيا) يسقط الهمزة ويخفف الكلمة ولا يعوض، وروى ابن غلبون الاثنان بخيال الهمزة نحو: (السُّوء)، ولا يشدد وروى خالد التشديد قال: لأنه عوض، والأصل أن تقلب الهمزة ياء وتشدد الياء في الياء كما قالوا في سيد وقيم حين قلبوا الواو ياء وشددوها، وأما (الْمَوْءُودَةُ) ففيها ثلاثة أقوال روى ابن هاشم " المودة " على وزن الموزة وهو أولى؛ لأنها في المصحف بواو واحدة، وروى ابن غلبون " الموودة " يقلب الهمزة واوًا ويدغم الواو في الواو كالموعودة، وروى الإنطاكي (الْموودَةُ) يقلب الهمزة واوًا ويظهرها من غير تشديد وهو ضعيف جدًا، وأما حكم (نَبَأُ الْخَصْمِ) فيجوز قلبها واوًا ويجوز بين الهمزة والواو، وأما (الْبَغْضَاءُ) روى خالد (الْبَغْضَاءُ) من غير عوض، وقال ابن هاشم (الْبَغْضَاءُ) ويقلب الهمزة المضمومة واوًا، قال ابن غلبون: لابد من خيالها، وأما قوله: (بُرَءَاءُ مِنْكُمْ) فاختلف فيه على ثلاث مذاهب قال ابن غلبون: (بُرَءَاءُ) بقلب الهمزة الأولى واوًا ويحذف الحاء الهمزة الثانية كيلا يجمع واوان فيثقل وليس بقوي.
قال ابن هاشم: " باؤوا " بقلب الثانية واوا، لأن الوقف عليها ولا يقلب الأولى قال رضي اللَّه عنه: هذا قول من لا يرى قلب المتوسطة إلى ما قبلها.
وقال الإنطاكي: " برؤا " بقلب الهمزتين واوين وليس بصحيح، لأن الثانية يجوز أن يقلب واوا، لأنها مضمومة، فأما الأولى لو قلبت لقلبت ألفًا وكانت ساكنة قال رضي اللَّه عنه: وهذا مذهبي فأقول " براو " فأسكن الهمزة الأولى وأقلب الثانية واوًا، فأما (اسْتَيْأَسَ)، و (اسْتَيْأَسُوا) ففيه مذهبان أحدهما: (اسْتَيْأَسَ) يقلب الهمزة ألفا، والثانية شبه ياء مشددة وقلب الهمزة ياء، وأما قوله: (بِالسُّوءِ إِلَّا) فإن شئت شددت