النبيُّ عليه الصلاةُ والسلامُ قبلَ أربعةَ عشرَ قرناً بَيَّنَ مخاطرَ النظرةِ التي تتبعُ النظرةَ، فالنظرةُ كالضغط على الزنادِ، الذي تبدأُ بسببهِ سلسلةٌ من التفاعُلاتِ، والإفرازاتِ الهرمونيةِ الجنسيةِ المعقّدةِ، التي لها تأثيراتُها على كلِّ عضوٍ، بل على كلِّ خليةٍ، والتي تهيِّئ الجسمَ لعمليةِ الاتصالِ الجنسيِّ، لتؤدِّيَ مهمَّتها في استمرارِ النسلِ، كلُّ هذا يجبُ أن يتمَّ في وقتٍ محددٍ، أما إذا استمرَّ انطلاقُ هذه الهرموناتِ في الجسمِ دونَ تفريغٍ لهذه الشحنةِ، فإنها سوف تؤدِّي إلى مضاعفاتٍ خطيرةٍ في الجسمِ.
عثرتُ في موقعٍ معلوماتيٍّ على بحثٍ علميٍّ مضَى على البدءِ به عشرون عاماً، وتوصَّلَ هذا البحثُ إلى النتائج التاليةِ:
هذه الهرموناتُ تجرِي في الأوعيةِ، وتجولُ في جسمِ الإنسانِ الذي يطلِق بصرَه في الحرامِ طوالَ النهارِ، فهناك امرأةٌ تعملُ في المكتبِ، وهناك عريٌ، وهناك تفلتٌ، وهناك إبرازُ مفاتنَ، وهناك خلوةٌ، وهناك حديثٌ جنسيٌ، وهناك مجلةٌ.. إلخ.
النبيُّ الكريمُ ﷺ الذي لا ينطقُ عن الهوى نهى عن إِتْباعِ النظرةِ بنظرةٍ، ونهى عن تبرُّجِ النساءِ، وعن تعطُّرِ المرأةِ إذا خَرَجَتْ من بيتِها، ونهى عن الخلوةِ بالأجنبيةِ، ونهى عن المصافحةِ، ونهى أنْ تمتنعَ المرأةُ عن فراشِ زوجِها، هذا كلُّه من أجلِ الوقايةِ من أمراضٍ لا تعدُّ ولا تُحصَى.
الآن إلى التفصيلات:
كيف أنّ الأفعى إذا لَدَغَتْ إنساناً فقد تميتُه، السببُ العلميُّ أنّ هذا السمَّ يوسِّعٌ الأوعيةَ إلى درجةٍ غيرِ مقبولةٍ، فيهبطُ الضغطُ، فيموتُ الإنسانُ، الآن يؤخَذُ من سمِّ الأفعى دواءٌ فعَّالٌ جداً لتوسيعِ الشرايينِ والأوردةِ، إذاً حينما تتوسّعُ الأوردةُ والشرايينُ توسُّعاً غيرَ مقبولٍ فهذا قد يؤدِّي إلى الموتِ، هذه الهرموناتُ سمَّاها الباحثُ (سموماً)، السمُّ بقدرٍ محدودٍ منه دواءٌ، أما بقدرٍ كبيرٍ فهو داءٌ.


الصفحة التالية
Icon