شيءٌ آخرُ؛ ثمة شيءٌ اسمه النسمةُ، وقد فَسَّرَها العلماءُ بأنها حيواناتٌ صغيرةٌ دقيقةٌ تسبِّبُ للإنسانِ ضيقَ النفسِ، أي: الجراثيمَ، وقد سُئِلَ بعضُ علماءِ الجراثيمِ: ما المنطقةُ في الإنسانِ التي تكثرُ فيها العدوى، فقال: الأطرافُ الأربعةُ والوجهُ، ونحنُ نقول: ما الوضوءُ؟ يجبُ أنْ تغسلَ يدَيْك لا في الإناءِ، إذْ نهانَا النبيُّ عليه الصلاةُ والسلامُ أنْ نغسلَ أيديَنا في الإناءِ، فإذا كان في الأيدي جراثيمُ لا ينتقلُ هذا الجرثومُ إلى ماءِ الإناءِ، والنبيُّ عليه الصلاةُ والسلامُ علَّمَنا هذه المنافذَ التي ينفذُ منها الجرثومُ إلى الجسمِ، كالأنفِ، والفمِ، والأذنانِ، هذه ممَّا شُرِع لنا غسلُها في اليومِ والليلةِ خمسَ مراتٍ، والوضوءُ أكبرُ وقايةٍ من العدوى، ففيهِ المضمضةُ، والاستنشاقُ، وغسلُ الوجهِ، واليدينِ، والرجلين.
شيءٌ آخرُ، النبيُّ ﷺ أَمَرَنا بالسواكِ، وفي أحدثِ بحوثِ السواكِ أنّ فيه مادةً قاتلةً للجراثيمِ، لذلك بعضُ المعاجين الآن تستخدمُ مسحوقَ السواكِ في المعجونِ.
شيءٌ آخرُ: العدوى تنتقلُ عن طريقِ جهازِ التنفسِ، لذلك قالَ النبيُّ عليه الصلاةُ والسلامُ لأحدِ أصحابِه وهو يشربُ: "أَبِنِ القدحَ عن فِيكَ"، أَبْعِدْهُ عن فَمِك لئلاَّ يكونَ النفَسُ فيه.
ونهى النبيُّ عليه الصلاةُ والسلامُ أن يتنفَّسَ الإنسانُ في الإناءِ إذا شرِبَ منه، لذلك هذه التوجيهاتُ النبويةُ التي قالها النبيُّ عليه الصلاةُ والسلامُ قبل أكثرَ من ١٤٠٠ عام تنطبقُ على أحدثِ الموضوعاتِ المتعلقةِ بالعدوى والجراثيمِ.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لاَ يُورَدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ"، فلا ينبغي للمريضِ أن يتصل بصحيح، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فَلاَ تَدْخُلُوهَا".