عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: "حَدَّثَ رَسُولُ اللهِ ﷺ عَنْ لَيْلَةٍ أُسْرِيَ بِهِ أَنَّهُ لَمْ يَمُرُّ عَلَى مَلأً مِنَ الْمَلاَئِكَةِ إِلا أَمَرُوهُ: أَنْ مُرْ أُمَّتَكَ بِالْحِجَامَةِ"..
وروى البخاريُّ عن أنسٍ رضي الله عنه أن رَسُولُ اللهِ ﷺ قال: "إِنَّ أَمْثَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ".
وقد تحدَّثَ العلماءُ المسلمون عن الحجامةِ، وعن استطباباتِها، فقالوا: "إنّ أوَّلَ استطباباتِ الحجامةِ تبيُّغُ الدمِ"، والتبيّغُ هو التهيُّجُ، وتبيُّغُ الدمِ زيادتُه، والمقصودُ بتهيُّجِ الدمِ وزيادتِه ارتفاعُ الضغطِ، أو كما يسمى في المصطلحِ العلميِّ ارتفاعَ التوترِ الشرياني.
ومِن أعراضِ ارتفاعِ الضغطِ، أو فرطِ التوترِ الشريانيِّ الصداعُ، وحسُّ الامتلاءِ في الرأسِ، والدوارُ، وسرعةُُ الانفعالاتِ، والاضطراباتُ البصريةُ.
إنّ بعضَ الأطباءِ يسمِّي ضغطَ الدمِ ضغطَ الهمِّ، فيتبيَّغُ الدمُ ويتهيَّجَ، وتزيدُ كميّتُه، ولا سيما في فصلِ الربيعِ، مع قدومِ الحرِّ، وفي الحديث: "مَنْ أرَادَ الحِجَامَةَ فَلْيَتَحَرَّ سَبْعَةَ عَشَرَ أَوْ تِسْعَةَ عَشَرَ أَوْ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَلا يَتَبَيَّغْ بِأَحَدِكُمُ الدَّمُ فَيَقْتُلَهُ".
وثمة استطبابٌ آخر: هو الصداعُ، وآلامُ الرأسِ، فالصداعُ يرافقُ ارتفاعَ الضغطِ، وهناك صداعٌ وعائيٌّ بسببِ تضيُّقِ شرايينِ الدماغِ.
أخرجَ أبو داودَ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا كَانَ أَحَدٌ يَشْتَكِي إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ وَجَعاً فِي رَأْسِهِ إِلا قَالَ: احْتَجِمْ".
استطبابٌ ثالثٌ: مرضُ الشقيقةِ، فقد أخرجَ البخاريُّ في صحيحِه عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما "أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ احْتَجمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ فِي رَأْسِهِ مِنْ شَقِيقَةٍ كَانَتْ بِهِ".


الصفحة التالية
Icon