هناك على مستوى العالَمِ كلِّه ثلاثون مليونَ إصابةٍ بالحمى التيفيةِ، وستمئة مليون إصابةٍ بالتهاباتِ الأمعاءِ، ومئتان وخمسون مليونَ إصابةٍ في الزُّحارِ، وسبعةُ ملايين إصابةٍ بالكوليرا، وخمسةُ ملايين إصابةٍ بالتهابِ الكبدِ الوبائيِّ، وأنه يذهبُ ضحيةَ هذه الأمراضِ ثلاثةُ ملايين إنسانٍ كلَّ عامٍ، هذه لا نسمع بها، نحن نسمعُ أخبارَ الحروبِ الأهليةِ، وأخبارَ الزلازلِ، وأخبارَ سقوطِ الطائراتِ، أما هذه الأرقامُ؛ ثلاثةُ ملايين إنسانٍ يموتون كلَّ عامٍ بسببِ قذارتِهم، وبسببِ مخالفتِهم لاتِّباعِ السنةِ، ونصفُ هؤلاءِ من الأطفالِ، نتيجةَ عدمِ الاهتمامِ بنظافةِ اليدينِ، وغسلِهما قبلَ الطعامَ فإننا لا نسمعها ولا نوليها اهتماماً، وقد رُوِيَ عن رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "بَرَكَةُ الطَّعَامِ الْوُضُوءُ قَبْلَهُ، وَالْوُضُوءُ بَعْدَهُ".
ووضوءُ الطعامِ غسلُ اليدينِ قبلَه، وغسلُُ الفمِ، وغسلُ اليدين من السُّنةِ، والاهتمامُ بالاستنجاءِ، أي بالنظافةِ التامةِ بعدَ قضاءِ الحاجةِ، فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا شَربَ أَحَدُكُمْ فَلاَ يَتَنَفَّسُ فِي الإِنَاءِ، وَإِذَا أَتَى الْخَلاءَ فَلاَ يَمَسَّ ذَكَرَهُ بيَمِينِهِ، وَلاَ يَتَمَسَّحْ بِيَمِينِهِ".