ومع أنّني جهدتُ في تعديلِ الأرقامِ القديمةِ المأخوذةِ من مراجعَ علميةٍ قبل عقدٍ أو عقدين مِن الزمنِ إلى أحدثِ ما توصّلَ إليه العلمُ من حقائقَ وأرقامٍ، ومع كلِّ هذا الجهدِ والمراجعةِ والعرضِ على المتخصّصين فقد يجدُ القارئَ عدداً، أو حجماً، أو شكلاً، أو اسماً، أو وصفاً، يبايِنُ ما في كتابٍ علميٍّ في حوزتِه، فهذا التباينُ طبيعيٌّ جداً، لأنّ العلمَ في تطوُّرٍ مستمِرٍّ، وهو تباينٌ مقبولٌ، لأنّ هذا الكتابَ في جوهره تعريفٌ بالله جلّ في عُلاه، وليس تعريفاً بدقائقِ علمٍ من العلومِ.
إنّ الحقائقَ العلميةَ في هذا الكتابِ وسيلةٌ، وليست هدفاً بذاتها، فلا يعِنينا في هذا الكتابِ الرقْمُ، ولكن يعِنينا مدلولهُ الذي يَشفُّ عن تعريفٍ باللهِ جلّ جلالُه مِن خلالِ الكونِ والإنسانِ، فإذا كان هناك تباينٌ بينَ الأرقامِ فأنا لستُ طرفاً في هذا التباينِ، ولكنه تباينٌ بين المراجعِ التي في حوزتي، والتي في حوزة القارئ، وما لم يكن الهدفُ الكبيرُ من تأليفِ الكتابِ واضحاً لدى القارئ فلن يتنفعَ منه بالقدْرِ الذي أردتُه من تأليفِ الكتابِ.


الصفحة التالية
Icon