إنّ هذا الجهازَ العجيبَ في جسم الإنسان جهازَ المناعةِ ينْحلُّ في مرضِ الإيْدزِ، ويقضي عليه فيروسٌ لم يُكْشَفْ عن خصائِصه، ولم تُحَدَّدْ حقيقتُه، ففي صيفِ عام ١٩٨١ اكْتُشِفَت في أمريكا خمسُ إصاباتٍ، ثمَّ ارتفعتْ إلى خمسٍ وثلاثين، وصارت تظهرُ في كلِّ أسبوعٍ مئةُ حالةٍ، إلى أنْ كان مجموعُ الإصاباتِ في عام ١٩٨٤ اثني عشرَ ألفَ إصابةٍ، مات منهم النّصفُ، ويقدِّرُ الأطبّاءُ أنَّ في أمريكا مليونَ إصابةٍ، وأنّ هذا المرضَ انتقلَ إلى أوربة بدءاً بفرنسا، وظلَّ ينتقلُ حيثُ الانحرافاتُ الأخلاقيّةُ، بكلِّ أنواعِها، وفي حالِ الإدمانِ على المخدّراتِ، وفي حالاتِ نقلِ الدّمِ، والشيءُ الغريبُ أنَّ حالةً واحدةً حتى الآنَ لم يُمْكن شفاؤُها، بل إنّ كلَّ جهودِ العلماءِ منْصبَّةٌ لإيقافِ هذا المرضِ عند حدِّه، وإذا أُصيبَ الإنسانُ بهذا المرضِ فإنَّ معدَّلَ حياتهِ بعد الإصابةِ تتراوَحُ من ثمانيةَ عشر إلى مئةٍ وخمسةٍ وعشرين أسبوعاً، أي من أربعةِ أشهرٍ إلى سنتين ونصفٍ، وبعضُ الحالات يموت أصحابُها بعد الإصابة.
ومِن أَعراضِ هذا المرض أنْ يقِلّ وزنُ المريضَ، وترتفعُ حرارتُه، مع إسهالٍ مدمِنٍ، وعرقٍ غزيرٍ، وضعفٍ عامٍّ، وعدمِ قدرةٍ على التركيزِ، وفقْرِ الدمِ، ونقْصٍ في الخلايا، إلى أن يذوبَ، وينقضي، قال تعالى: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزنى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَآءَ سَبِيلاً﴾ [الإسراء: ٣٢].
إنّ الغربَ الذي ضَرَبَ بالدِّين عُرْضَ الحائطِ، وقال: هذا سلوكٌ غيبيٌّ، وسلوكُ الشعوبِ البدائيّةِ، والعقلُ هو كلُّ شيءٍ، والحياةُ هي كلُّ شيءٍ، والحياةُ هي كلُّ شيءٍ، واللَّذَّةُ هي كلُّ شيءٍ، فَفَعلوا ما يَرُوقُ لهم، أصابَهم ما أصابَهم، لذلك فالاستقامةُ صحَّةٌ، بها يضمنُ الإنسانُ حياةً هنيئةً مطمئنةً، فإذا خَالَفَ، وطَغَى فالمؤيِّدُ القانونيُّ ينتظرهُ، وهذا عِقابٌ عاجلٌ في الدنيا قبلَ عقابِ الآخرةِ.