وأما قولُ النبيِّ عليه الصلاة والسلام في الحديثِ الصحيحِ: "لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ، حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أسْلاَفِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا"، فهذه الأوبئةُ الفتّاكةُ القاتلةُ التي ليست في أسلافِهم، ولحكمةٍ أرَادَها اللهُ عز وجل أنّ الجزاءَ مِن جنسِ العملِ، وأنّ هذه الأمراضَ الوبيلةَ التي هي رَدٌّ على انحرافِ البشرِ، لعلّها تردعُ الآخرين، وهذا من رحمةِ اللهِ عز وجل بالإنسانِ، وكان مِن الممكنِ أنْ يحاسبَ الإنسانَ على عملِه في الآخرةِ فقط، ولكنّ العقابَ الأليمَ الذي ينزلُ بساحةِ المذنبين في الدنيا هو ردعٌ لبقيةِ المذنبين، والمكافأةُ التي ينالُها المحسنُ في الدنيا هي تشجيعٌ لبقيةِ المحسنين، وهذا من رحمةِ اللهِ بنا، فكان من الممكنِ أن يُلغَى المرضُ في الحياةِ، واللهُ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، وكان مِن الممكنِ أن يؤخَّرَ الحسابُ كلياً إلى يومِ القيامةِ، لكنّ حكمةَ اللهِ شاءت أن يعجِّلَ اللهُ لبعضِ الانحرافاتِ العذابَ في الدنيا، ليكون هذا العذابُ ردعاً لبقيةِ المسيئين، وأن يعجِّلَ بعضَ المكافأةِ لبعضِ عبادِه المحسنين في الدنيا، لتكونَ هذه المكافأةُ تشجيعاً لبقيةِ المحسنين.
ما مِن مشكلةٍ يعاني منها البشرُ، أفراداً وجماعاتٍ إلا بسببِ الخروجِ عن منهجِ الله، وما من خروجٍ عن منهجِ اللهِ إلا بسببِ جهلٍ تَلَبَّسَ به الإنسانُ.
قرحة السرير
من المعروف عند الأطبّاءِ أنّ مِن الأمراضِ الخطيرةِ التي يعاني منها المرضَى في المستشفياتِ (قرحةَ السريرِ)، فالمرضى الذين تضطرُّهم أمراضُهم إلى البقاءِ طويلاً على السريرِ؛ ككسرِ الحوضِ مثلاً، وكسرِ العمودِ الفِقريِّ، والشللِ، وحالاتِ السُّباتِ الطويلةِ، هذه الحالاتُ المَرَضِيةُ تستوجبُ أن يبقى المريضُ مستلقياً على ظهرِه أياماً وشهوراً.