هذا كلامُ ربِّ العالمين، كيف بقِيَ هذا الإنسانُ ثلاثمئةٍ سنينَ وتسعاً، ولم يُصَبْ جلدُه، أو نسيجُه بتقرحاتٍ أو مواتٍ؟ من هذا التقليبِ، فهذه إشارةٌ، وحكمةٌ بالغةٌ، وقد راقبَ العلماءُ نائماً، فإذا به يغيِّرُ وضْعَه في الليلةِ الواحدةِ أكثرَ من ستٍّ وثلاثين مرةً، دونَ أنْ يشعرَ، لئلا تُهرسَ أنسجتُه تحت ضغطِ العظمِ، وضغطِ السريرِ، هذا في الحالاتِ العاديةِ، لكن في الحالاتِ المرَضيةِ، كأن يكون في الظَّهرِ كلِّه جبسٌ، وكذا الحوضُ، ولا يستطيعُ المريضُ تغييرَ وضْعِه، فلا بدَّ مِن تقليبِه لئلا يصابَ بهذا المرضِ.
التدخين أخطر وباء عالميّ
ثَمَّةَ كتابٌ نُشِرَ حديثاً عنوانُه: "التدخينُ أاخطرُ وباءٍ عالميٍّ".
قد يقولُ قائلٌ: لعلَّ في هذا العنوانِ مبالغةً، ولكنْ إذا رأيتم ما فيه مِن الحقائقِ لم تروا حينئذٍ في العنوانِ مبالغةً أبداً، فهناكَ مجلّةٌ تصدرُ في سويسرا تقولُ بعدَ إحصاءٍ دقيقٍ عام ١٩٧٨: "إن شركاتِ التَبْغِ تُنْتِجُ بمعدَّلِ دخينتين - أي سيجارتين - يومياً لكلِّ إنسانٍ على وجهِ الأرضِ، وعددُ سكانِ الأرضِ ستّةُ آلافِ مليونٍ، وتنتِجُ شركاتُ التبغِ في اليومِ اثني عشر ألفَ مليونِ دخينةٍ، إنّ هذه الكميةَ التي تنتجُها شركاتُ الدخانِ فيها موادُّ سامّةٌ، لو أُخِذَتْ دفعةًُ واحدةً في الدمِ مباشرةً لاستطاعتْ أنْ تبيدَ الجنسَ البشريَّ، بل إنّ أثرَها أشدُّ مِن أثرِ أَكبرِ قنبلةٍ ذريةٍ".
ويقولُ هذا التقريرُ في هذه المجلةِ: "لو أُخذتِ الكميّةُ من الموادِّ السامَّةِ التي في هذه الدخائنِ دفعةً واحدةً بعدَ استخلاصِها، وأدخِلتْ في الوريد مباشرةً لكانتْ كفيلةً بأنْ تقتلَ إنساناً في أوجِ صحَّتِه".