إنّ الأطفالَ الرُّضَّعَ الذي يعيشون في غرفٍ ممتلئةٍ بدخانِ السجائرِ هم أكثرُ تعرّضاً لالتَهابِ القصباتِ، والنزلاتِ الشعبيةِ، مقارنةً بأمثالِهم الذين يعيشون في غرفٍ نظيفةٍ، فالآباءُ الذين يدخِّنون يسهمون في إيذاءِ أولادِهم الصغارِ، وهذه حقيقةٌ طبيةٌ ثابتةٌ.
لقد كانت الحكوماتُ تُلْزم معاملَ شركاتِ التدخينِ أنْ يكتبوا على العُلبةِ: "إنَّ الدخانَ يضرُّ بصحَّتك"، ولكنَّ منظمةَ الصحةِ العالميةَ ألزمتْ كلَّ الشركاتِ على أنْ تكتبَ على العلبةِ ما يلي: "الدخانُ يسبِّبُ سرطاناً في الرئةِ، والتهابَ قصباتٍ مزمناً، وجلطاتٍ في القلبِ".
قال العلماءُ: "تحوي أوراقُ التَّبْغِ أشباهَ قلويّاتِ سامَّةٍ، في طليعتِها، النيكوتين، وإنّ واحداً من عشرةَ غراماتٍ من النيكوتين يكفي لِقَتلِ كلبٍ متوسّط الحجْمِ قتلاً فوريّاً، وفي مدّةٍ قليلةٍ، وقطرةٌ واحدةٌ منه في عينِ فأرٍ تقتلهُ حالاً، وثماني قطراتٍ محقونةٍ تحتَ الجلدِ تقتلُ حصاناً في أربع دقائقَ"، هذه الحقائقُ بديهيةٌ، وليستْ غريبةً، إنها أبحاثٌ قديمةٌ جدّاً، وإنّ الكتابَ الذي أخذتُ منه هذه المعلوماتِ مطبوعٌ قبل عشرِ سنواتٍ.
هناك سمٌّ آخرُ في الدخانِ يحتوي على مِئتَي ضعفٍ ممّا تسمحُ به منظَّماتُ الصحّةِ، والهيئاتُ الصحيّةُ في الصناعةِ الغذائية.
وهناك سمٌّ يُضعفُ عملَ كرياتِ الدم الحمراءِ، وهو أول أوكسيد الفحم، هذا السمُّ يتَّحِدُّ مع كرياتِ الدمِ الحمراءِ، وهذا الذي يُتعِبُ المدخِّنَ.
وفي الدخانِ غازانِ سامَّان، وهما غازانِ مُسَرْطِنانِ، وفيهما أيضاً فحومٌ مسرطنةٌ، هذا البحثُ العلميُّ من أوثقِ المصادرِ الرصينةِ.
وثمّةَ إحصاءٌ رسميٌّ في أمريكة، هناك ألفُ وفاةٍ كلَّ يومٍ بسببِ الدخانِ، وهذا العددُ يزيدُ سبعةَ أضعافٍ على عددِ الذين يموتون في حوادثِ السيرِ، مع أنّ أعلى نسبةٍ يموتُ فيها الناسُ هي في حوادثِ السيرِ، لذلك قالت منظمةُ الصحةِ العالميةُ: "إن التدخين يُعد سبباً حتمياً لأمراض مميتة".
وسنستعرضُ أجهزةَ الجسمِ، وعلاقتَها بالدخانِ، واحداً واحداً مِن مقالةٍ قيِّمةٍ للدكتور نزار الدقر نُشِرَتْ في مجلة نهج الإسلام: