ولا بد مِن أنْ أشكرَ في نهايةِ المطافِ كلَّ الإخوةِ الكرامِ الذين ساهموا على نحوٍ ما في إخراجِ هذا الكتابِ إلى حيّزِ الوجودِ، وأخصُّ بالشكرِ الذين صمّموا برامجَ الحاسوبِ التي أُفرِغَتْ فيها النصوصُ، والذين أفرغوا الشريطَ على الحاسوبِ، والذين راجعوا النصوصَ مع الشريطِ، والذين دقّقوا النصوصَ لُغَوِيًّا، والذين نفّذوا التصحيحَ على الأصلِ، ثم الذين نضدُوا نصوصَ الكتابِ، وأخرجوه على الشكلِ الفنيِّ الذي هو عليه، والذين راجعوا النصوصَ مراجعةً أخيرةً، والذين قاموا بطباعتِه، والقائمين على دار المكتبي، وعلى رأسِهم صاحبُ دار المكتبي، سواءٌ منهم مَن أخذ أجرةً أو ابتغى أجراً، إلى كلِّ هؤلاء الذين ساهموا في إخراجِ هذه الموسوعةِ إلى حيِّزِ التداولِ، ممّن أعرفهم، وممن لا أعرفهم - وما ضرّهم أني لا أعرفهم إذا كان الله يعرفهم - إنه فريقُ عملٍ دعويٍّ، إنهم جميعاً مشمولون بقوله تعالى:
﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَآ إِلَى الله وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المسلمين﴾ [فصلت: ٣٣].
وأرجو اللهَ أن أكونَ واحداً منهم، راجياً أن أكونَ من يبتغي وجهَ اللهِ بعملِه، فلعلّ اللهَ يقبلنَا جميعاً، ويرحمنا جميعاً.
أعوذ بك يا رب أنْ يكونَ أحدٌ أسعدَ بما علّمتني منّي، وأعوذُ بك أنْ أقولَ قولاً فيه رضاك، ألتمس به أحداً سواك، وأعوذُ بك من فتنةِ القولِ، كما أعوذُ بك من فتنةِ العملِ، وأعوذ بك أنْ أتكلّف ما لا أحسنُ، كما أعوذُ بك من العُجبِ فيما أحسن.
الإنسان
أليس الكون معجزة؟
إنّ الأشياءَ المألوفةَ وغيرَ المألوفةِ، والأشياءَ المعتادةَ وغيرَ المعتادةِ، والأشياءَ التي نعرفها معقولةً، والأشياءَ التي يظنها بعضُ الناسِ غيرَ معقولةٍ، إنها في قدرةِ اللهِ سواءٌ، لأنّ أمرَ اللهِ تعالى: كنْ فيكون، ألا تقرأُ قولَهُ عز وجل:
﴿قُلْنَا يانار كُونِي بَرْداً وسلاما على إِبْرَاهِيمَ﴾ [الأنبياء: ٦٩].