جهازُ الهضمِ: إنّ تسعينَ بالمئة مِن سرطانِ الشفةِ يصيبُ المدخِّنين، ويكثرُ عندَ المدخِّنين سرطانُ اللسانِ والمريء، وتقرحاتُ اللثةِ، واللسانِ، والتهابُ الغددِ اللعابيةِ، وتضخُّمُ هذه الغددِ، وتلوُّثُها، وعسرُ البلعِ أحياناً، بل إنّ الدخانَ يؤدِّي إلى تسمُّمِ الخليةِ الكبديةِ، وقصورِ الكبدِ، أو تشمُّعِه، ثمّ سرطانِ الكبدِ.
الجهازُ التناسليُّ: فالدخانُ أحدُ أكبرِ أسبابِ إصابةِ الرجلِ بالضعفِ الجنسيِّ، وتشوُّهِ النطفِ، ويؤدِّي إلى العقمِ عند الرجالِ والنساء، ويضعِفُ العلاقةَ بين الزوجين، وأكثرُ حالاتِ الإجهاضِ والإملاص - ولادة الجنين ميتاً - بسببِ الدخانِ، وهو سببُ الولادة قبلَ الأوانِ، ونقصِ الوزنِ، ووفاةِ الرضَّعِ بسببِ الأمِّ المدخنةِ، والتشوهاتِ الخلقية، والوفاةِ في المهدِ، وربوِ الأطفالِ، والصممِ؛ كله يُعزَى إلى الأمِّ المدخِّنةِ.
أمّا الشيءُ الذي لا يصدق؛ فهو أنّ هذا السمَّ القاتلَ يشربُه الطفلُ المولودُ حديثاً مع حليبِ أمِّه، فحليبُ الأمِّ المدخِّنةِ فيه هذا السمُّ القاتلُ، لذلك تعدُّ الإقياءاتُ المتكررةُ، والتشنجاتُ، وتسرّعُ قلبِ الوليدِ مِن آثارِ سمومِ الدخانِ، التي تدخلُ جسمَ الرضيعِ عن طريقِ حليبِ أمّه المدخّنةِ.
كما أنّ كثافةَ سمومِ الدخانِ في ثديِ المرأةِ تؤدِّي إلى تخرشِ الثديِ، وهذا التخرشُ يؤدِّي إلى سرطانِ الثديِ عندَ المرأةِ المدخِّنةِ.
وأخطرُ ما في الأمرِ أنه لو شَرِبَ الخمرَ مئةُ إنسانٍ لكان احتمالُ الإصابةِ بالإدمانِ فيهم خمسةَ عشرَ في المئةِ بالإدمانِ، أما لو دخَّنَ مئةُ رجلٍ لكان الاحتمالُ أنْ يصابَ منهم خمسةٌ وثمانون في المئةِ بمرضٍ اسمُه: (الإدمانُ على التدخينِ).
إنّ مِنَ الناسِ مَن يتوهَّمُ أنّ هناك دخاناً مصفًى، ودخاناً غيرَ مصفًى، فالدخانُ المصفَّى صُفِّيَ عن طريقِ المصفاة (الفلتر)، والحقيقةُ العلميةُ الصارخةُ أنّ (الفلتر) يمنعُ دخولَ القطرانِ إلى الرئتينِ، ليس غير، أمّا السمومُ التي في الدخانِ فتنتقلُ كلُّها عبرَ الفلتر، فهذا الوهمُ - أن هناك دخاناً (مفلتراً) - محضُ وهمٍ، لا يقومُ على أساسٍ مِن الصحّةِ.