ويأتي أمرٌ ثالثٌ إلى الرئتين بأن تزيدَ من وجيبِهما، ومِن هنا ترى الخائفَ يلهث.
وأمرٌ رابعٌ إلى الكبدِ بإطلاقِ كميةٍ من السكرِ في الدمِ، كي تواجهَ الخطرَ.
وأمرٌ آخرُ إلى الصُّفَيْحاتِ الدمويةِ، التي خَلَقَها اللهُ لتسدَّ أيّ خللٍ، أو خَرقٍ في الشرايينِ إذا أُصيبَ الإنسانُ بجرحٍ، فيزدادُ عددُها في الدمِ.
هذا أمرٌ طبيعيٌّ، إذا واجهَ الإنسانُ خطراً ينبض قلبُه بسرعةٍ أكبرَ، ورئتاه تخفقَانِ بسرعةٍ أكبرَ، ويصفرُّ لونُه لضيقِ لمعةِ الأوعيةِ المحيطةِ، وتزدادُ نسبةُ السكرِ في الدمِ، وتزدادُ الصُّفيحاتُ الدمويةُ المجهَّزةُ لإغلاقِ كلِّ فتحةٍ طارئةٍ.
ماذا يفعلُ الدخانُ في الإنسانِ؟ في الدخانِ مادةٌ سامّةٌ، اسمُها النيكوتين، تزيدُ هذه المادةُ مِن إفرازِ الأدرينالين، والأدرينالين هو الذي يزيدُ ضرباتِ القلبِ، ويضيِّقُ الشرايينَ، لذلك يغلبُ اللونُ الأصفرُ على المدخّنين.
أين الخطرُ؟ الخطرُ أنّ هذا الضيقَ الدائم في الشرايينِ قد يسبِّبُ انسداداً في شرايينِ القلبِ، فتكونُ الذبحةُ الصدريةُ، (خناق الصدر)، أو تكونُ الجلطةُ، أو يسبِّبُ انسداداً في شرايينِ المخِّ، فتكونُ السَّكتةُ الدماغيةُ، أو يسبّبُ انسداداً في شرايينِ الساقَيْن، فيكونُ الموات (الغرغرين)، ولا بدَّ من قطعِ الساقِ حينئذٍ.
هذا الخطرُ - خطرُ التدخينِ - كامنٌ في أنه يبقي الأوعيةَ الدمويةَ على حالةٍ من التوتُّرِ والضيقِ، ماذا يفعلُ ضيقُ الأوردةِ والشرايينِ؟ يرفعُ الضغطَ، هذه أشياءُ أصبحَ مقطوعاً بها، لذلك كلُّ الشركاتِ التي تصنعُ الدخانَ في كلِّ أنحاءِ العالَمِ ملزَمةٌ أنْ يُكتبَ عليه هذا التنبيهُ: "إنه يسبِّبُ أضراراً كبيرةً في القلبِ، والأوعيةِ الدمويةٍ".
الكرياتُ الحمراءُ فيها خضابُ الدمِ، الذي يحملُ الأوكسجين من الرئتين، ويطرحُه في الخلايا، كي تحترقَ الموادُ السكريةُ، فتكونُ الطاقةُ في الإنسانِ.