هذا موضوعٌ يقتضي التفكُّرَ، مع أنّ النسبةَ كانت ٢٥% ذكوراً، و٧٥% إناثاً بعد الحربِ العالميةِ الثانيةِ، بعد سنواتٍ كانت الأرحامُ كلُّها تنجبُ ذكوراً، إلى أنْ عُدِّلتِ النسبةُ، وأصبحتْ على ما هي عليه الآن، ألَيْسَت هناكَ يدٌ إلهيةٌ تعملُ في الخفاءِ؟ أليس هناك سجلاَّتٌ دقيقةٌ تحكمُ هذه النسبَ؟ أليست هناك ترتيباتٌ دقيقةٌ؟ هذه الآيةُ مبذولةٌ بين الأيادي، ظاهرةٌ للعَيانِ، قال تعالى: ﴿الله يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أنثى وَمَا تَغِيضُ الأرحام وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ﴾ [الرعد: ٨].
وليس الذكر كالأنثى
قال ربُّنا سبحانه وتعالى في قصّةِ السيدةِ مريمَ: ﴿فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَآ أنثى والله أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذكر كالأنثى﴾ [آل عمران: ٣٦].
يتَّفقُ علماءُ المسلمين على أنّ المرأةَ كالرجلِ تماماً في التكليفِ، والتشريفِ، والمسؤولية، ولكنّ المرأةَ ليستْ كالرجلِ في أشياءَ أخرى، إذْ لها خصائصُ في بنيتها الجسميةِ، ولها خصائصُ في بنيتها النفسيةِ، ولها خصائصُ في بنيتها الاجتماعيةِ، ولها خصائصُ في قوّةِ إدراكِها، وفي طبيعةِ إدراكِها، فالذي عنده أولاد ذكور أو إناث، لو تتبَّعَ حركاتِهم، وألعابَهم، وأنماطَ تعلقاتِهم لرأى ذلك الاختلافَ، فالبنتُ الصغيرةُ، وهي في سنٍّ مبكرةٍ لها اهتماماتٌ، وميولٌ، وتطلعاتٌ ليست كالتي عند أخيها الصغيرِ، مع أنّ علاماتِ الذكورةِ والأنوثةِ لم تظهرْ بعدُ.
إنّ علماءَ النفسِ، ولا سيما علماءِ نفسِ الطفولةِ والمراهقةِ يقرِّرون أنّ الأنثى لها خصائصُ غيرُ الخصائصِ البيولوجيةِ الماديةِ، أضِفْ إلى أنّ جسمَ الأنثى، وجسمَ الذَّكَرِ يختلفانِ اختلافاً بيّناً.


الصفحة التالية
Icon