ويكون الإحباطُ: حينما يعلِّقُ الإنسانُ آمالَه بغيرِ اللهِ، ثمّ يجدُ أنّ هذه الذي علَّقَ عليه الآمالَ خذَله، ولمْ يتحقَّقْ هدَفُه، فيُصابُ بحالةٍ نفسيةٍ مؤلمةٍ جداً، إنها الإحباطُ، قال سبحانه وتعالى:
﴿وَلَقَدْ أُوْحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الذين مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخاسرين﴾ [الزمر: ٦٥].
وتفسيرٌ آخرُ للإحباطِ؛ وهو أنْ تظنَّ شيئاً ما كبيراً عظيماً، فتُقْبِلَ عليه، وتضيِّعَ مِن أجْلِه شبابَك، وشيخوخَتك، ثم تكتشفَ بَعْدَ فواتِ الأوانِ أنّه ليس بشيءٍ، وأنّه لا يمدُّك بسعادةٍ.
مِن أنواعِ الاضطرابِ النفسيِّ الناتجِ عن ضعفِ الإيمانِ، وعن ضعفِ الصلةِ باللهِ ما يسمَّى الصراعَ المستمِرَّ، فإذَا استمرَّ الصراعُ انقلبَ إلى لا مبالاةٍ، وهذا مرضٌ مِن أمراضِ العصرِ؛ صراعٌ بين الحقِّ والباطلِ، صراعٌ بين الحاجةِ والقيَمِ، صراعٌ بين الدنيا والآخرةِ، صراعٌ بين العقلِ والشهوةِ، ومع ضعفِ الإيمانِ يصبحُ الإنسانُ ضحيَّةَ هذا الصراع، قال تعالى: ﴿مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلك لاَ إلى هاؤلاء وَلاَ إِلَى هاؤلاء وَمَن يُضْلِلِ الله فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً﴾ [النساء: ١٤٣].
والاكتئابُ - وهو مرضُ العصرِ - إذْ مجموعُ الذين يعالجون في العياداتِ النفسيةِ في مجتمعاتِ الشرودِ عن اللهِ كثيرة جدّاً، وبعضُ الأطباءِ النفسِّيين يعالجون عند زملائِهم، فالاكتئابُ مرضُ العصرِ، سببُه أنّ فطرتَهم سليمةٌ، فلمّا انحرفوا عذَّبَتْهم فطرتُهم فاكتأبوا، هذا ما سمّاه العلماءُ: الشعورَ بالذنبِ، وعقدةَ النقصِ، أو الاكتئابَ، قال عز وجل:
﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً﴾ [طه: ١٢٤].
إذا آمنَّا باللهِ عز وجل عِشْنَا حالةً اسمُها الصحةُ النفسيةُ، نفسٌ رضيةٌ، مطمئنةٌ، متفائلةٌ، متوازِنةٌ، هذه الصِّفاتُ الراقيةُ هي مِن ثمارِ الإيمانِ.
تأثير الفرح والحزن على النفس


الصفحة التالية
Icon