قال العلماءُ: "معظمُ حالاتِ الداءِ السكريِّ تأتي عَقِبَ انفعالٍ شديدٍ"، لأنّ الإنسانَ حينما يغضبُ تأمرُ الغدةُ النخاميةُ - وهي ملكةُ الغددِ - الكظرَ، فيعطي أمراً للكبدِ بطرحِ كميةٍ كبيرةٍ من السكرِ، فيزدادُ السكرُ فجأةً في الدمِ، فيعطيه لزوجةً، لذلك كان الداءُ السكريّ غالباً ما يأتي عَقِبَ انفعالٍ شديدٍ جداً.
شيءٌ آخرُ: الغضبُ الشديدُ يؤدِّي إلى ارتفاعِ شحومِ الدمِ، وهذه تؤدِّي إلى تصلُّبِ الشرايينِ، وهذا يؤدِّي إلى أمراضٍ في القلبِ.
وتثبِّطُ الانفعالاتُ الشديدةُ حركةَ الأمعاءِ، فعصبيُّ المزاجِ معه إمساكٌ مزمنٌ، ومع الإمساكِ المزمنِ إنتاناتٌ، وتقرُّحات، وقد تؤدِّي إلى سرطاناتٍ في الأمعاءِ.
أمّا أعظمُ خطرٍ فهو أنّ الانفعالَ الشديدَ يضعِفُ جهازَ المناعةِ في الإنسانِ، ومع ضعفِ جهازِ المناعةِ تقوَى الجراثيمُ والأورامُ الخبيثةُ؛ لأنّ جهازَ المناعةِ المكتسبَ مسؤولٌ عن الأمراضِ الجرثوميةِ والسرطانيةِ.
إنّ تسعةً وتسعين بالمئةِ من مرضى الإيدز عندهم سرطانٌ، لأنه لمَّا فَقَدَ هذا الجهازُ فعاليتَه نَمَتِ الخلايا نموّاً عشوائيّاً.
لذلك كان الحِلمُ سيدَ الأخلاقِ، وقد نهى النبي ﷺ عن الغضب، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَوْصِنِي، قَالَ: "لا تَغْضَبْ" فَرَدَّدَ مِرَاراً، قَالَ: "لا تَغْضَبْ".
الحِلمُ خُلُقٌ عالٍ جداً، لكنّ التوحيدَ يُعِينك على الحلمِ، فإنْ رأيتَ الأمرَ كلَّه بيدِ اللهِ - وأفعالُ اللهِ كلُّها حكيمةٌ، وكلُّ شيءٍ أرادَه اللهُ وَقَعَ، وكلُّ شيءٍ وَقَعَ أرادَه اللهُ، وإرادتُه متعلِّقةٌ بالحكمةِ المطلقةِ، وحكمتُه المطلقةُ متعلقةٌ بالخيرِ المطلقِ، وما شاء اللهُ كان، وما لم يشأْ لم يكنْ - فإن هذا التوحيدَ سيكون برْداً وسلاماً.
التوحيدُ راحةٌ، التوحيدُ طمأنينةٌ، التوحيدُ ثقةٌ باللهِ، والتوحيدُ وقايةٌ وصحةٌ.