في الجسمِ مراكزُ للنومِ الخفيفِ، ومراكزُ للنومِ العميقِ، قد تستلقِي على فراشِك ثمانيَ ساعاتٍ، فتنام منها ساعةً أَوْ ساعتين نوماً عميقاً، والساعاتُ الباقيةُ تنامُ فيها نوماً خفيفاً، بمعنى أنك على نوعٍ مِن الاطِّلاعِ على ما يجري حوْلك، مَن تكلَّمَ، أو دَخَلَ، أو مَن طَرَقَ البابَ، ومَن خَرَج، لكنَّ النومَ العميقَ لا تشعرُ فيه بشيءٍ مِن ذلك، فمَن جَعَلَ في الجسمِ مركزاً للنومِ العميقِ، ومركزاً للنومِ الخفيفِ، ومركزاً لليقظةِ؟
ينامُ الطفلُ ساعاتٍ طويلةً من أربعٍ وعشرينَ ساعةً، كي ينموَ جسمُه، والذي يبلغُ عمرُه خمسَ سنينَ ينامُ اثنتَي عشرةَ ساعةً، والمراهقُ ينامُ تسعَ ساعاتٍ، والبالغُ ينامُ من سبعٍ إلى ثمانِي ساعاتٍ.
مَن نَظَّمَ النومَ؟ مَن نظَّمَ مدّتَه؟ من نَظّمَ نوعيتَه؟ مَن جَعَلَه فترةَ استجمامٍ وراحةٍ للعضلاتِ والأجهزةِ؟ يقولُ ربُّنا سبحانه وتعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم باليل والنهار وابتغآؤكم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ﴾ [الروم: ٢٣].
النوم على الشّقّ الأيمن
حينما يأوي الإنسانُ إلى فراشِه ليراقبْ نفسَه كيف ينامُ، بعضُ الناسِ ينامون على بطونِهم، وبعضُهم ينامُ على ظهرِه، وبعضُهم ينامُ على شقِّهِ الأيمنِ، وبعضُهم ينامُ على شقِّه الأيسرِ، فالذين ينامون على بطونِهم يشعرون بضيقٍ في التنفُّسِ؛ لأن ثِقَلَ الظَّهرِ والهيكلِ العظميِّ يقعُ على الرئَتَيْن، إضافةً إلى أنّ هذه النومةَ غيرُ لائقةٍ.