وعَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدَباً الْقَسْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى صَلاَةَ الصُّبْحِ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللهِ، فَلاَ يَطْلُبَنَّكُم اللهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ، فَإِنَّهُ مَنْ يَطْلُبْهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ يُدْرِكْهُ، ثُمَّ يَكُبَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ".
أرأَيتَ - أيُّها المسلمُ - أنَّ قيامَك لأداءِ صلاةِ الفجرِ وقايةٌ لقلبِك من الاحتشاءِ، والذَّبحةِ، وما إلى ذلك، ووقايةٌ لشراييِنك من التصلُّبِ والانسدادِ.
هذا يقوله علماءُ ما عرفوا الإسلامَ أبداً.
النومُ المديدُ يدعو إلى بطْءِ حركةِ القلبِ، والإنسانُ في النومِ المديدِ قد ينبضُ قلبُه خمسينَ نبضةً، أو ستين نبضةً، هذا البطءُ في النبضِ يسبِّبُ بُطئاً في حركةِ الدمِ في العروقِ، وهذا يسبِّب ترسُّبَ الشحومِ على جدرانِ الشرايينِ، والترسُّبُ يسبِّبُ التصلُّبَ، وضيقَ اللمعةِ، وهذا يسبِّبُ ضعفَ الترويةِ، والاحتشاءَ، فالصلاةُ صحّةٌ، إضافةً إلى أنها في الأصلِ عبادةٌ، وقربٌ مِنَ اللهِ عزوجل، ﴿إنني أَنَا الله لا إلاه إلا أَنَاْ فاعبدني وَأَقِمِ الصلاة لذكريا﴾ [طه: ١٤].
هذا منهجُ الله، هذه تعليماتُ الصانعِ، هذا ليس مِن عندِ النبي عليه الصلاةُ والسلامُ، لأنه لا ينطقُ عن الهوى، إنْ هو إلا وحيٌّ يوحَى.
الصلاة
علاقة الصلاة بصحة الجسد
هذا الموضوع دقِيقٌ، وشائقٌ، وهو عن علاقة الصلاةِ بصحةِ الجسدِ، ولا مجالَ لبسطهِ هنا، ولكن أقتطفُ لكم من هذا البحثِ الدقيقِ بعضَ الملحوظاتِ.
إنَّ الصلاةَ ترفعُ كفاءةَ القلبِ، والدورةَ الدمويةَ، إضافةً إلى أنّها عبادةٌ واجبة، فيها الخشوعُ والسكينةُ، فإننا نتحدثُ عن الصلاةِ من زاويةٍ ضيقةٍ جداً، ألا وهي علاقتُها بصحةِ البدنِ، فإنّه يندرُ بين المصلين أنْ تجدَ أشخاصاً يعانون من أمراضٍ في العمودِ الفقريِّ، فإنّ طبيعةَ الركوعِ، والسجودِ، والقيامِ هي صحةٌ للعمودِ الفقريِّ، فتندرُ بين المصلينَ التهاباتُ المفاصلِ بجميعِ أنواعِها.