اطَّلعتُ على موضوعٍ يتعلّق بِمرضٍ يصيبُ العينَ، اسمُه (التراخوما)، هذا المرضُ هو التهابٌ يصيبُ ملتحمةَ وقرنيّةَ العينِ، وله أدوارٌ يمرّ بها، تحريشٌ وحكّةٌ خفيفتَان، وينتهي بالعمى، ليس هذا يعنينَا، فهذا موضوعٌ مُستنبطٌ من كتبِ الطبِّ البشريِّ، ولكنّ الذي يعنينَا أنّ كاتبةً متخصّصةً كتبَتْ مقالاً نُشِرَ لها في مجلَّةٍ علميّةٍ، يصدِرُها مكتبُ المعلوماتِ التابعُ للأممِ المتحدةِ، تقولُ هذه الكاتبةُ: "إنّ الاغتسالَ المنتظَمَ، والوُضوءَ للصلاةِ في المجتمعاتِ الإسلاميّةِ قد ساعدَ كثيراً في الحدِّ من انتشارِ هذا المرضِ؛ (التراخوما)، الذي يُعدُّ السببَ الرئيسَ للعمَى في بلدانِ العالَمِ الثالثِ"، وأضافَت الكاتبة: "إنّ هناك ما يقربُ مِن خمسمئةِ مليونِ نسمةٍ في جميعِ أنحاءِ العالَمِ يُصابون بهذا المرضِ، ويمكِنُهم تجنّبُ العَمَى إذا اتَّبعوا الطريقةَ الإسلاميةَ في النظافةِ الواجبةِ على كلِّ مسلمٍ قبلَ الصلاةِ"، وقالت: "إنّه لوحِظَ في المجتمعاتِ الإسلاميّةِ الملتزمةِ انخفاضُ نسبةِ الإصابةِ بهذا المرضِ، بل إنّه وصلَ إلى درجةِ الصّفرِ في المجتمعاتِ الإسلاميّةِ التي تلتزمُ خمسَ مرّاتٍ في اليومِ بالوضوءِ".
فيجب أنْ نؤمنَ أنّ هذه الأوامرَ والنواهيَ مِن عندِ خالقِ البشرِ، فلذلك من السذاجةِ أن تظنّ أنّ لأمرِ الله فائدةً أو فائدتين، إنّ له فوائدَ لا تُعدُّ ولا تُحْصَى، فهذه كاتبةٌ لا علاقةَ لها بأمرِ الدِّينِ إطلاقاً، من خلالِ دراستِها، وتحقيقاتِها، والإحصاءاتِ تجدُ أنَّ نسبةَ الإصابةِ بمرضِ التراخوما الذي يُصيبُ خمسمئةِ مليونِ نسمةٍ في العالَمِ كلَّ عامٍ قد تراجَعَتْ بشكلٍ ملحوظٍ في المجتمعاتِ الإسلاميةِ التي تلتزمُ بالوضوءِ والنظافةِ، هذا هو شرْعُ اللهِ، لذلك قال بعضُ العلماءِ: "إنَّ العلاقةَ بين الطاعةِ ونتائِجها علاقةٌ علميّةٌ، والعلاقةُ بين المعصيةِ ونتائجِها علاقةٌ علميّةٌ".