والمرحلةُ الثالثةُ: هي مرحلةُ فتْحِ مخازنِ الطاقةِ، وتحويلِ السكّرِ والدُّهونِ إلى سكّرٍ وأحماضٍ دُهْنيَّةٍ لإطلاقِ طاقتِها في الجسمِ، وهذه المرحلةُ لها ميزةٌ خاصَّةٌ، وهي أنَّها لا تحدثُ مطلقاً إذا لم يمْتَنع الإنسانُ لِفتْرةٍ زمنيَّةٍ محدَّدةٍ عن تناولِ الطعامِ، فالمهمّةُ الثالثةُ معطَّلةٌ ما لم يمْتَنِعِ الإنسانُ عن تناولِ الطَّعامِ!
قالَ العلماءُ: "يبدأُ مستوى السكّرِ في الدمِ من ثمانينَ إلى مئة وعشرين ميليغراماً في كلِّ مئةِ سنتمترٍ مكعَّبٍ"، هذه نِسبةُ السكّرِ في الدمِ، وبعد صِيامِ سِتِّ ساعاتٍ تنخفضُ هذه النِّسبةُ، وهنا تتجلَّى عجيبةٌ من عجائبِ الجسمِ البشريِّ؛ مركزٌ بالدِّماغِ، يُرْسِل إلى الغددِ الصماءِ رسائلَ عاجلةً يطلبُ منها العَونَ والمددَ، فيفرزُ الكظرُ هرموناً يحثُّ على تحويلِ النشاءِ الحيوانيِّ في العضلاتِ والكبدِ إلى سكّرٍ بِوَساطةِ هرمونٍ، والغدَّةُ الدرقيَّةُ تفعلُ مثلَ ذلك عم طريقِ إفرازِ هرمونها، فهي تحُثّ سكَّرَ الدمِ المُخزَّنَ في العضلاتِ والكبدِ على أن يُطْلقَ، ويُسْتَهلكَ؛ لأنَّ نسبةَ السكَّرِ في الدمِ انْخفضَتْ بعدَ سِتِّ ساعاتٍ من الصِّيامِ، والغدّةُ الأخرى هي البنكرياسُ، تفعَلُ مثل ذلك عن طريقِ هرمونٍ يحثّ هذه المخزوناتِ على الانطلاقِ كي تُسْتهلَكَ، فإذا اسْتَهلكَ الإنسانُ ما هو مخزونٌ عنده من السُّكرِ في عضلاتِه وكبدِه يتحوَّلُ العملُ إلى الدُّهونِ المخزَّنةِ فتَهْدِمُها، وتحرِّرُ طاقتَها، وقد أكَّدَتِ الأبحاثُ العلميَّةُ ازدِيادِ احْتِراقِ الدُّهونِ طوالَ ساعاتِ الصِّيامِ، واستهلاكَ الدهونِ المتراكمةِ في مناطقِ ترسُّبِها على الجسمِ.


الصفحة التالية
Icon