ب٦، وفيتامينات أخرى في هذا الغلافِ، وفي هذا الغلافِ مادةٌ فسفوريةٌ هي غذاءٌ للدماغِ والأعصابِ، وفي هذا الغلافِ حديدٌ يَهَبُ الدمَ قوةً، وحيويةً، ويُعِينُ على اكتسابِ الأوكسجين مِنَ الرئتينِ، وفي هذا الغلافِ الكالسيوم، الذي يبني العظامَ، ويقوِّي الأسنانَ، وفي هذا الغلافِ السيليكون، الذي يقوِّي الشعرَ، ويزيدُه قوةً ولمعاناً، وفي هذا الغلافِ اليودُ الذي ينشط عملَ الغدّةِ الدَّرَقِيَّةِ، ويُضفِي على آكلِه السكينةَ والهدوءَ، وفيه البوتاسيوم، والصوديوم، والمغنزيوم، تدخلُ هذه المعادنُ كلُّها في تكوينِ الأنسجةِ، والعصاراتِ الهاضمةِ، أما نحن فننزعُ عن حبَّةِ القمحِ قشرَها، ونرمِيه للبهائمِ، ونأكلُ هذا النشاءَ الصافيَ، الذي هو كما وَصَفَه بعضُ الأطباءِ بأنّه غراءٌ جيدٌ للمعدةِ، وهو يذمُّه بهذا الوصف، لكنّ الإبداعِ الإلهيَّ في خَلقِ هذه القشرة بما فيها من الفوائدِ هو من أجلِ أنْ نأكلَ القمحَ بقشرِه، حتى نستفيدَ مِن هذه الموادِّ التي أودَعَهَا اللهُ في قشرةِ القمحِ.
إذا غُلِيَتْ هذه القشورُ بالماءِ الساخنِ كانتْ مهدئةً للسعالِ، والزكامِ، وإذا شُرِبَ هذا المغليُّ كان قابضاً للأمعاءِ، وكان دواءً لتقرُّحاتِ المعدةِ، وللزحار، وهو غذاءٌ للجلدِ، ووقايةٌ له من أمراضِه، وعلى رأسها الإكزيما.
لذلك حينمَا نأكلُ كما أرادَ اللهُ لنا أنْ نأكلَ، وحينما نطبِّقُ سنَّةَ النبي ﷺ في الأكلِ نضمنُ لأنفسِنا الصحّةَ، والبُعدَ عن الأمراض.