التمرُ فقيرٌ جداً إلى الصوديوم، أي المئةُ غرام فيها خمسةُ مليغراماتٍ من الصوديوم، ولكنه غنيٌّ بالبوتاسيوم والمغنيزيوم، وفي المئةِ غرامٍ من التمرِ نصفُ حاجِ الجسمِ إلى البوتاسيوم، وخُمسُ حاجةِ الجسمِ إلى المنغنيزيوم، إذاً هو فقيرٌ إلى العنصرِ الذي يسبِّب ارتفاعَ ضغطِ الدمِ، الذي يسبِّبُ الخثرةَ في الدماغِ، والجلطةَ في الدمِ، ومع انخفاضِ ضغطِ الدمِ يتمتَّعُ الإنسانُ بصحةٍ مريحةٍ.
في المئةِ غرامِ من التمرِ واحدٌ إلى ستةِ مليغراماتٍ من الحديدِ، والإنسانُ في أمسِّ الحاجةِ إلى هذا العنصرِ، وله أثرٌ كبيرٌ في الدمِ، وفي بعضِ النشاطاتِ الحيويةِ في الجسمِ، وفي المئةِ غرامٍ من التمرِ ثلثُ حاجةِ الإنسانِ إلى فيتامين (ب ٣)، وهذا الفيتامينُ أساسيٌّ جدًّا في بعضِ المعادلاتِ الحيويةِ في الجسمِ، وقد ورد في الحديثِ الشريفِ في وصفِ التمرِ أنه يُذهِبُ الداءَ، ولا داءَ فيه.
أتمنَّى على اللهِ سبحانه وتعالى أن نعودَ إلى الأغذيةِ الطبيعيةِ التي خُلِقَتْ لنا كي نتمتَّعَ بصحَّتنا التي هي رأسُ مالِنا في الحياةِ، أما هذه الأغذيةُ التي فيها أصبغةٌ كيميائيةٌ تتراكمُ، ليكونَ بعضُها مُسَرْطِناً، أو مسَبِّباً لعدّةِ أمراضٍ وبيلةٍ، فعلينا أن نجتنبَها، وكلُّ شيءٍ في هذا العصرِ فيه تغييرٌ لخلقِ اللهِ، وفيه مخاطرَةٌ، ومقامرةٌ وخيمةُ العواقبِ، فالإنسانُ عليه أنْ يدَعَه، وأنْ يعودَ إلى أصلِ الفطرةِ.
التمر أساس الولادة الميسرة
في الآياتِ القرآنيةِ التي تتحدّثُ عن قصةِ السيدةِ مريمَ كلماتٌ ثلاثٌ، يكشفُ الطبُّ الحديثُ أنها أساسُ الولادةِ الميسَّرةِ، يقولُ اللهُ تعالى مخاطباً السيدةَ مريمَ ابنة عمران:
﴿فَكُلِي واشربي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ البشر أَحَداً فقولي إِنِّي نَذَرْتُ للرحمان صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ اليوم إِنسِيّاً﴾ [مريم: ٢٦].