لفتَ نظري أنّ هذا الغذاءَ الذي نأكلُه هو إلى أن يكون دواءً أقربُ منه إلى أنْ يكونَ غذاءً، فهذه الأغذيةُ أوْدَعَ اللهُ سبحانه وتعالى فيها موادَّ فعّالةً تَشفِي كثيراً من الأمراضِ، فهذا اللّفتُ يُعدّ مِن أفْضلِ مرمّماتِ الدّمِ، لِمَا فيه مِنَ الأملاحِ المعدنيّةِ، فالدمُّ يحتاجُ إلى ترميمٍ دائمٍ، ويُعدّ اللّفتُ من أفضلِ مرمِّماتِ الدّم ومقوّماتِه، وهو أحدُ النباتاتِ التي تحوي أكبرَ كميّةٍ من الكالسيوم لبناءِ العظامِ والأسنانِ، وهذا اللّفتُ يَقِي مِن كثيرٍ من الأمراضِ، بِفَضلِ كميّةِ المِغْنِزْيُوم التي يحتوي عليها، فهو يَقِي - كما يقول بعضُ الأطبّاءِ - مِن الأورامِ السرطانيّةِ، بفضْلِ مادّةِ المغنزيوم، وبفضل آزوتِه، فهو مُنَقٍّ للدّمِ، ويحصّنُ العضويّةَ من الأمراضِ، والبوتاسيوم الذي في اللّفتِ يجعَلُ منه أحسنَ الخُضَرِ التي تجنّبُ العضويَةَ تراكمَ الشّحومِ، فهو مُذيبٌ للشّحومِ في الدّمِ، وفيه زرنيخ، والزرنيخُ يُسْهم في تكوينِ الكرياتِ البيضِ والحمرِ، وهو غنيّ بِحامضِ الفوسفورِ، وحامضُ الفوسفورِ يغذّي الخليّةَ العصبيّةَ، كمن كان له عملٌ فكريٌّ، فاللّفتُ يُغذّي الدّماغَ والأعصابَ، وأوراقُ اللّفتِ غنيّةٌ بالحديدِ والنحاسِ، وهذه تفيدُ في إغناء الدمِّ، وغنيّةٌ باليودِ، وهذه تفيدُ في الغدّةِ الدرقيّةِ، وغنيّةٌ بالفيتامينات (أ)، و (ب)، و (س)، وعصيرُ اللّفتِ يسهّلُ تفتُّتَ حصيَاتِ الكليَّةِ، فمَن يشكو حصاةً في كُليتِهِ فلْيشْربْ عصيرَ اللّفتِ، ومغليُّ اللّفتِ يُطهّرُ المجارِي التنفسيّةَ، والحَلْقَ، والبلعوم، ويَقِي من الدماملِ، والخراجات، وبصول الجلديّةِ، ويُستعمَلُ اللّفتُ كلُصَاقَاتٍ للجلدِ أيضاً، سبحان الله! أغذاءٌ هُوَ، أم دواءٌ؟! هكذا أوْدعَ اللهُ سبحانه وتعالى في هذه الخَضراواتِ بعضَ الأدويَةِ، لذلك يقولُ الأطبّاءُ: اعْدِل عن الدواءِ إلى الغذاءِ، ونوِّع فيه، وإذا أكلتَ من كلِّ الخَضراواتِ، فقد جمعْتَ كلّ الأدويَةِ، وأنتَ لا تشعرُ.
نبات الفجل