قال ابنُ القيِّم: "الخلُّ مركَّبٌ من الحرارةِ، والبرودةُ أغلبُ عليه... يمنعُ من انصبابِ الموادِّ، ويلطِّفُ الطبيعةَ، والخَلُّ ينفعُ المعدةَ الملتهبةَ، ويقمعُ الصفراءَ، ويدفعُ ضررَ الأدويةِ القتَّالةِ، ويحلِّل اللبنَ والدمَ إذا جَمَدا في الجوفِ، وينفعُ الطحالَ، ويدبغُ المعدةَ، ويعقلُ البطنَ، ويقطعُ العطشَ، ويمنعُ الورمَ حيثُ يريدُ أنْ يحدثَ، ويُعِينُ على الهضمِ، ويضادُّ البلغمَ، ويلطِّف الأغذيةَ الغليظةَ، ويُرِقُّ الدمَ، وإذا شُرِبَ بالملحِ نَفَعَ مَن أَكَلَ الفِطْرَ القاتلَ، وإذا احتُسِيَ قَطَعَ العلقَ المتعلِّقَ بأصلِ الحنكِ، وإذا تُمُضمِضَ به مسخَّناً نَفَعَ من وجعِ الأسنانِ، وقَوَّى اللثةَ... وهو نافعٌ للأورامِ الحارة، وحرِق النارِ، وهو مُشَهٍّ للأكلِ، مُطَيِّبٌ للمعدةِ... ".
لقد صَدَقَ رسولُ الله - الصادقُ المصدوقُ ﷺ - حين قال: "نِعْمَ الأُدُمُ، أَوِ الإِدَامُ الْخَلُّ".
السواك وأثره في الجراثيم
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ".
وَرَدَ في مجلةٍ مشهورةٍ تصدرُ في بعضِ البلادِ العربيةِ الشقيقةِ مقالٌ لعالِمٍ متخصِّصٍ في علمِ الجراثيمِ والأوبئةِ في ألمانيا، يقول: "قَرأتُ عن السواكِ الذي يستعملُه العربُ كفرشاةٍ للأسنانِ في كتابٍ لرحَّالةٍ زارَ البلادَ العربيةَ".
وعَرَضَ الكاتبُ الأمرَ بأسلوبٍ ساخرٍ لاذعٍ، اتّخذهُ دليلاً على تأخُّرِ هؤلاءِ الناسِ، الذين ينظِّفون أسنانَهم بأعوادٍ في القرنِ.