فيُحظَرُ أكلُ واستعمالُ لحومِ البقرِ، منتجاتِها، ودهونِها، وأحشائِها، ومخلّفاتِها، والأعلافِ المصنوعةِ منها، ومنتجاتِ التجميلِ المصنعةِ منها، ولحومِ العلبِ، وأنواعِ الحليبِ، ومشتقاتِه، وأنواعِ الحلوياتِ التي تستخدِمُ هذه الدهونَ، أو الزبدةِ، أو القشدةِ، هذا كلُّه ربما أصابَ الإنسانَ بهذا المرضِ.
فإنْ قلت: ألاّ تُحَلُّ هذه المشكلةُ بطبخِ اللحمِ؟
قلت: لا، فإنّ الطبخَ ينضَجُ إذَا كانت درجةُ الحرارة مئةً، وهذا النوعُ لو طُبِخ، وكانت درجةُ الحرارةِ مئةً وعشرين فإنها لا تغنِي شيئاً، إذْ يظلُّ فيروسُ المرضِ فيه، لأنّ العاملَ المسبِّبَ لمرضِ جنونِ البقرِ يتحمّلُ درجاتِ الحرارةِ المرتفعةَ.
هذه الحقائقُ التي وضعتُها بين أيديكم ملخَّصَةٌ من نشرةٍ إعلاميةٍ أصدرَتْها منظمةُ الصحةِ العالميةُ بعيداً عن المبالغاتِ.
لقد أقسمَ الشيطانُ أنْ يُضِلَّ الناسَ، فكان هذا من إضلالِه: ﴿وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأنعام وَلأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ الله وَمَن يَتَّخِذِ الشيطان وَلِيّاً مِّن دُونِ الله فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً﴾ [النساء: ١١٩].
وشتَّانَ ما بين منهج اللهِ، ومنهجِ الشيطان، قال عز وجل: ﴿فَمَاذَا بَعْدَ الحق إِلاَّ الضلال فأنى تُصْرَفُونَ﴾ [يونس: ٣٢].
حليب الأبقار
يُعَدُّ الحليبُ الذي يستهلكُه كلُّ واحدٍ منا غذاءً كاملاً، بشكلٍ أو بآخرَ؛ سواءٌ أكان حليباً، أم لبناً، أم جبناً، أم سمناً، وما شاكل ذلك، إذْ يحوي نسبةً من الماءِ تتراوحُ بين ٨٧% إلى ٩١%، كما يحوي الحليبُ الدسمَ، والسُكرياتِ، والبروتيناتِ، والمعادنَ، والفيتاميناتِ، وغازاتٍ منحلَّةً، فهو غذاءٌ كاملٌ، فيه غازاتٌ منحلةٌ، كغازِ الفحمِ، والأوكسجينِ، والنشادرِ، والفيتاميناتِ: (أ، ب، ث، د) ومِن المعادنِ: الكالسيوم، والفوسفور، ومن البروتينات: الكاثرين، والألبومين، وما شاكل ذلك، ومن السكريات: سكر العنب، والدسم، والماء.
لكنّ المعجزةَ أنّ هذا اللبنَ يخرجُ من بطونِ البقرِ خالصاً مِن بينِ فرثٍ، ودمٍ.