فما مِن كائنٍ حيٍّ إى والماءُ جزءٌ أساسيٌّ منه، فالإنسانُ مثلاً فيه سبعون بالمئة من وزنِه ماءً، وهذا الحيوانُ لا يتناولُ الماءَ أبداً في كلّ حياتِه.
بعضُ علماءِ الحيواناتِ اسْتأنسوا هذا الحيوانَ، فوَضَعُوه في مزارعَ، وحَمَلُوه على شُربِ الماءِ فلم يفلحوا، لا يتناولُ الماءَ في حياتِه أبداً، سؤالٌ كبيرٌ، مِن أين يأتيه الماءُ إذاً؟ معَ أَنَّ السوائلَ موجودةٌ في كلِّ أجهزتِهِ، ثم اكتشفوا أخيراً أنّه يصنعُ الماءَ في جهازهِ الهضميِّ، من الأكسجينِ الذي يستنشقُه، ومن الهيدروجينِ، وهذا يحتاجُ إلى أجهزةٍ بالغةِ التعقيدِ، فهذا الحيوانُ الذي يعيشُ في الصّحارى، ويصنعُ الماءَ بِجهازه الهضميِّ، يأخذُ الأكسجينَ من الهواءِ، ويأخذُ الهيدروجينَ، وهما مكوّنا الماءِ، من بعض الحبوبِ الجافّةِ التي يحرصُ على أكلِها، يأخذ منها الهيدروجين، ويصنعُ من هذا الهيدروجين، وذاك الأكسجين الماءَ الذي يُعِينُه على أنْ تستمرَّ حياتُه على النَّحوِ الذي ينبغي.
في الكَونِ أشياءُ من العَجَب العُجاب لو تراه العيونُ الباحثةُ عن الحقيقةِ لأيقَنَتْ بعظمةِ الله، فاللهُ على كلّ شيءٍ قديرٌ، وإنّ كلَّ حيوانٍ قد يتفوّقُ على الإنسانِ بِشَكل أو بآخرَ، ولكنَّ الإنسانَ أكرَمه اللهُ بأنْ حمَّلَهُ أمانةَ التكليفِ، فإذا غَفَلَ عن هذه الأمانةِ فأيُّ حيوانٍ يعدُّ أرْقَى منه، لأنه مسيَّرٌ، وغيرُ مكلَّفٍ، ولا يُعَذَّبُ، تفكَّروا في مخلوقاتِ اللهِ، ففي الكونِ آياتٌ لا حصْرَ لها، وفي الأرض آياتٌ للموقنين؛ في طعامِكم، وفي شرابِكم، فيما حوْلكم من الظواهرِ التي تروْنَها في كلِّ مكانٍ، آياتٌ دالّةٌ على عظمةِ اللهِ.
الكلاب وما ينتج عنها من أمراض
اطَّلعتُ على بحثٍ علميٍّ متعلّقٍ بالكِلابِ، هذا البحثُ مُصَدَّرٌ بثلاثةِ أحاديثَ شريفةٍ صحيحة.
فالأوّلُ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: "مَنِ اتَّخَذَ كَلْباً إِلا كَلْبَ زَرْعٍ أَوْ غَنَمٍ أَوْ صَيْدٍ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ".