أنْ يولدَ الإنسانُ في رَحِمِ أمِّه، أن يتشكّلَ مخلوقٌ له دِماغٌ، وله خلايا، وله أعصابٌ، وله أوْعِيَةٌ، وله قلبٌ، وله تجاويفُ، وله دسّاماتٌ، وله جهازٌ هضميٌّ، وغددٌ صماءُ، وجهازٌ تنفّسيٌّ، وجهازُ دوران، وجهازُ طرْحِ الفضلاتِ مِن نقطةِ ماءٍ، ومن دون جهْدٍ من أمِّه، ولا تخطيطٍ مِن أبيه، إنّ هذا الطِّفْلَ وحدهُ معجزةٌ، من دون خرْقٍ للمعجزات.
كلّما ارْتَقَت البشريّةُ في علومها الكونية جاءت المعجزاتُ عقليّةً بعد أن كانت حسِّيَّةً، لذلك حينما كانت البشريّةُ تحْبو في حُقولِ المعرفةِ كانت المعجزاتُ حِسِّيَّة، أما حينما ارْتَقَت جاء القرآنُ الذي هو المعجزةُ للنبيِّ عليه الصلاة والسلام، وهو المعجزةُ المستمرّةُ، والمعجزاتُ الحسيّة كَعُودِ الثِّقاب تتألّق، ثمّ تنطفى، وتصبحُ خبراً يصدّقهُ من يصدّقهُ، ويكذّبه من يكذّبه، لكنّ معجزةَ القرآنِ على مدار الأيامِ إلى نهاية الدورانِ، وكلّما تقدَّم العلمُ كَشَفَ عن جانبٍ مِن جوانبِ إعجازِه، فنحنُ بين أيدينا معجزةٌ عقليّةٌ، هذه ينبغي أن تؤكِّدَ لنا أنّ هذا الدِّين حقّ، وأنّ هذا النبيَّ ﷺ حقّ، وأنّ الكتاب حقّ، وأنّ الجنّة حقّ، وأن النار حقّ، وما علينا إلا أن نتحرّك، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القرآن لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾ [القمر: ١٧].
الشمس
شموس الكون
سُئِلَ رئيسُ أكبرِ وكالةِ فضاءٍ في العالَم سؤالاً عن السديمِ، وعن كُتَلِه المتوهِّجةِ الحمراءِ والبيضاءِ والسوداءِ، فقال هذا العالِمُ: "الشموسُ المشتعلةُ أنواعٌ ثلاثةٌ؛ شموسٌ مشتعلةٌ باللونِ الأحمرِ كشمسنا، وهي في منتصفِ عمُرِها، وقد مَضى على اتِّقادها خمسون مليارَ سنةٍ، وستبقى خمسين مليارَ سنةٍ أخرى، إنها في منتصف عمرها.