لقد سنّ لنا رسولُ الله ﷺ صلاةَ الكسوف، ونَدَبَ أنْ نطيلَ القراءةَ فيها، وأنْ نطيلَ السجودَ، ليغطِّيَ سجودُنا وقتَ الكسوفِ.
كان الكسوفُ - استناداً للحساباتِ الفلَكيةِ - في الحادي عشرَ مِن شهرِ آبٍ من عام (١٩٩٩) مرئياً في جميع أنحاءِ الوطنِ العربي، لكنه لم يكنْ كلِّياً إلا في أقصى الشمالِ الشرقي منه، ففي الشمالِ الشرقيِّ مِن سوريةَ بدأَ ذلك العرضُ الفلكيُّ بُعَيْدَ ظُهْرِ ذلك اليوم بمرحلة الكسوفِ الجزئي، الذي استمرَّ ساعةً تقريباً، ومِن ثَمَّ غربتِ الشمسُ واختفتْ كلياً، وحلَّ الظلامُ التامُّ مدةَ دقيقتين.
وفي هاتين الدقيقتين أُتيحَ لنا أنْ نشاهدَ الانفجاراتِ التي تحدثُ على سطحِ الشمسِ، وقد يمكنُنا أنْ نرى ألسنةَ اللهبِ التي يقتربُ طولُها من مليون كيلو متر، وسيكونُ بالإمكانِ رؤيةُ الكواكبِ الخمسة؛ عطارد، والزهرة، والمريخ، والمشتري، وزحل.
وهناك تعبيرٌ شائعٌ بين الناس، حينما يتحمّلُ الإنسانُ ما لا يحتملُ، يقال عنه:
رأى النجومَ ظهراً، لكن | في أثناء الكسوفِ نرَى النجومَ ظهراً حقيقةً لا مجازاً. |
كثيراً ما يجري على لسان الناس إطلاقُ هاتين الكلمتين (الكسوف والخسوف)، فيحدِّدون إحداهما للقمر، والأخرى للشمس، فارتأينا إدراجَ هذه الفائدةَ اللغويةَ هنا، عسى أنْ يكونَ فيها شيءٌ مِن النفعِ.