لو صعدتَ إلى سطحِ القمرِ لهبَطَ وزنُك إلى السدسِ، ولو أنَّ وزنَك في الأرضِ ستون كيلو غراماً لصار وزنُك في القمر عشرة كيلو غرامات، هذا نظامُ الجاذبيةِ.
إنّ اللهَ سبحانه وتعالى في هاتين الآيتين يَلفِتُ نَظَرَنَا إلى هذه الحقيقةِ، فالسعيدُ مَن تأمل فيهما، وإنّ تفكُّرَ ساعةٍ خيرٌ من عبادةِ ستينَ عاماً، ﴿قُلِ انظروا مَاذَا فِي السماوات والأرض وَمَا تُغْنِي الآيات والنذر عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُون﴾ [يونس: ١٠١].
من الإعجاز اللغوي في القرآن ﴿فِي؟ أَدْنَى ؟لأَرْضِ﴾
مِن دلائلِ إعجازِ القرآنِ الكريمِ أنَّه أنبأَ عنِ المُستقبلِ، وقد وقعَ ما أنبأَ اللهُ به، من هذا قولُه تعالى: ﴿الاما * غُلِبَتِ الروم * في أَدْنَى الأرض وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأمر مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المؤمنون﴾ [الروم: ١-٤].
يَعنِينا من هذه الآيةِ كلمةُ: ﴿في أَدْنَى الأرض﴾، ماذا يريدُ اللهُ بها؟ وأيُّ مكانٍ هو أدنى الأرضِ؟ الأرضُ كرةٌ، ولأنّها كرةٌ فَخُطوطها متّصلةٌ، ومستمرّةٌ، وهو الشكلُ الهندسيُّ الوحيدُ الذي إذا سرْتَ بِخَطّ عليه امْتدَّ إلى ما لا نهاية، وليس لهذا الشكل حوافٌ، وقد أشارَ القرآنُ الكريمُ في آيات أخرى إلى كُروِيَّة الأرضِ حيث قال سبحانه: ﴿والأرض مَدَدْنَاهَا﴾ [الحجر: ١٩]، أي إنّ الخطوطَ على الأرضِ لا تنقطعُ، ولا تقفُ عند حدٍّ، بل إنّها تتَّصلُ، فلو اتَّجَهْتَ نحو الشّمالِ نظريّاً، ثم وصلْتَ إلى القطبِ، وعُدْتَ بعدها في نصفِ الكرةِ الآخرِ لعدتَ إلى النقطةِ التي بدأتَ منها، هذا معنى: ﴿والأرض مَدَدْنَاهَا﴾.