شيءٌ آخرُ، قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّآءً فُرَاتاً﴾ [المرسلات: ٢٧].
قال العلماءُ: "الجبالُ تُضاعِفُ مساحةَ الأرضِ أربعةَ أضعافٍ، فلو أخذتَ المساحةَ التي يشغلُها الجبلُ لكانتْ أَقَلَّ مِن مجموعِ سطوحِه بخمسةِ أجزاء، فهذه الجبالُ تضاعِفُ المساحاتِ، وتُلَطِّفُ الأجواءَ، ولها وظائفُ لا يعلمُها إلا اللهُ"، لذلك يقول ربُّنا سبحانه وتعالى: ﴿أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى الإبل كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السمآء كَيْفَ رُفِعَتْ * وإلى الجبال كَيْفَ نُصِبَتْ﴾ [الغاشية: ١٧-١٩].
معدن الفضة
ذُكِرَ أنَّ معاملَ تعبئةِ الزجاجاتِ الغازيةِ تجعلُ في آخرِ مرحلةٍ مِن تصنيعِها للموادِّ أنابيبَ مِن الفضَّةِ، يجري الماءُ فيها مِن أجلِ التعقيمِ مِن الجراثيمِ، وبعدها وقعتْ يدي على كتابٍ يتحدَّثُ عنِ الفلزّاتِ، وعن المعادنِ، ففتحتُ على عنوانِ (الفضة)، وقرأتُ عنها، فإذا بمؤلِّفِي الكتاب - والكتابُ مترجَمٌ - لا يعرفون شيئاً عَنِ كتاب اللهِ، ولا عنِ الإسلامِ إطلاقاً، بل ربما لا يقيمون قيمةً لكلِّ الأديانِ - مؤلِّفو الكتاب يقولونَ: "إنَّ للفضةِ خاصّةً مهمّةً - هذه العبارةُ الدقيقةُ كما وردتْ - وهي أنّها تَقضِي على الجراثيمِ الموجودةِ في الماءِ، لخاصَّةٍ إشعاعيَّةٍ، فإمَّا أنْ يمرَّ الماءُ في أنابيبَ من الفضة، وإمَّا أنْ توضعَ فيه بعضُ قِطَعِ الفضَّةِ.
وفي مكانٍ آخرَ يقولون: هذا الفِلز قاتلٌ للبكتريا.
وفي مكانٍ ثالثٍ يقولون: إنَّ مجرَّدَ تمَاسِ الماءِ مع معدن الفضةِ فإنه يَطْهُرُ ممَّا به مِن جراثيمَ.
وفي فقرةٍ أخرى يقولُ مؤلفُ الكتابِ: مِن أجلِ تعقيمِ لترٍ مِنَ الماءِ يكفِي أنْ توضعَ فيه بضعةُ أجزاءٍ من الغرامِ مِن معدنِ الفضَّةِ.
وشيءٌ خامسٌ: أنَّ لونَ الفضةِ لا يتغيَّرُ إلاّ إذا كان الجوُّ غيرَ نقيٍّ، فلو أنَّ في جوّ البيت غازاتٍ غيرَ صحيَّةٍ لتغيَّرَ لونُ الفضةِ، فكأنَّ معدنَ الفضةِ صارَ مقياساً لنقاوةِ الجوِّ.