قد يعجبُ الإنسانُ مِن علاقةِ إنزالِ الماءِ من السماءِ باختلافِ ألوانِ الجبالِ، ففي بحثٍ مطوَّلٍ ومعقَّدٍ جداً ملخَّصُه أنّ الماءَ، هذا العنصرَ الحيويَّ، والذي يُعَدُّ مِن أعلى العناصرِ المُذيبَةِ والفعَّالةِ، تبيَّن أنه هو العاملُ الحاسمُ في تلوينِ الجبالِ، التي تأخذُ ألوانَها من ألوانِ معادنِها التي تشتركُ في بنيتها، والمعادنُ تتلوَّنُ بِقدْرِ أَكْسَدَتِها، حيث إنّ الماءَ له علاقةٌ بهذه الأكسدةِ، لذلك تجدُ أنّ أحدَ عواملِ تلوينِها، واختلافِ ألوانِها؛ من جبالٍ كالغرابيبِ السودِ، وجبالٍ جُدَدٍ بيضٍ، وحمرٍ مختلفٍ ألوانُها يعودُ إلى الماءِ، لذلك قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله أنزَلَ مِنَ السمآء مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الجبال جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ﴾.