تفسير قوله تعالى: (فتوكل على الله إنك على الحق المبين)
ثم يأمر الله نبيه صلوات الله وسلامه عليه بقوله: ﴿فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ﴾ [النمل: ٧٩]، والفاء هنا: عاطفة على ما قبل، والتقدير: إذا كان الأمر على ذلك ﴿فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ﴾ [النمل: ٧٩]، أو بسبب ذلك توكل على الله سبحانه.
ومعنى (توكل على الله): اعتمد عليه وفوض أمرك إليه، وهو ناصرك ومؤيدك سبحانه.
﴿إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ﴾ [النمل: ٧٩]، وكأنه يقول له: لأنك ((عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ))، أو فإنك ((عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ))، فلذلك ينبغي عليك أن تفوض أمرك إلى الله فهو وكيلك وناصرك، ومعنى ((إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ)) أي: على شريعة من عند ربك، والمبين أي: الواضح الظاهر الذي لا خفاء فيه، والذي عرف الجميع أنه الحق من عند رب العالمين.