تفسير قوله تعالى: (ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون)
قال الله تعالى: ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ﴾ [الروم: ١٢]، قوله: ((وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ)) أي: اذكر هذا اليوم يوم تقوم الساعة يوم القيامة، وهو يوم عظيم ويوم فظيع، والله عز وجل يذكره في كتابه سبحانه ويؤكد عليه، فتذكر هذا اليوم، وكلما كان ذكر القيامة على بال الإنسان، فإنه يترك معصية الله سبحانه، ويترك الغرور والكبر والتعالي على الخلق، والتعالي على رسل الله عليهم الصلاة والسلام، فهو يتذكر أنه راجع إلى الله، فيعمل لهذا اليوم.
قوله: ((وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ)) عندما تقوم الساعة يوم القيامة يقوم الناس من قبورهم، ويحشرون بين يدي ربهم.
قوله: ((يبلِسُ الْمُجْرِمُونَ)) أبلس الرجل بمعنى انقطع وتحير ويئس، فهو لم يقدر على النطق وعلى الجواب.
كل هذه المعاني في هذه الكلمة (أبلس) يعني: يئس وقنط وانقطع واندهش وتحير، وجلس حزيناً متفكراً ساكتاً مغموماً متحيراً، هذا هو المبلس، فالمجرمون في هذا اليوم يكونون منقطعين متحيرين، وقد كان الواحد منهم في الدنيا يعرف أن يتكلم ويعرف أن يجادل ويجد له أنصاراً، أما يوم القيامة فلا أحد ينصره، وإنما يجلس متحيراً لا يقدر على الاعتراض على شيء، فالله عز وجل ذكر حال المجرمين يوم القيامة أنهم مبلسون، أي: آيسون قانطون من رحمة الله لا يقدرون أن يدفعوا عن أنفسهم.