القراءات الواردة في الآية، ومعنى الآية
وقوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ﴾ [لقمان: ٦].
هذه قراءة الجمهور، على الفعل الرباعي من أضل، فيكون فعلاً متعدياً، تقول: أضل الإنسان غيره.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ورويس عن يعقوب: (لِيَضِلَّ عن سبيل الله)، من الفعل الثلاثي اللازم، تقول: ضل فلان يضل، وأما الفعل الرباعي فهو أضل يضل.
وعلى القراءتين يكون المعنى: أن هؤلاء اشتروا اللهو وطلبوه، إما شراءً حقيقياً، فيدفع فيه الثمن كما هو واضح الآن، وإما في الماضي فقد كان بعض المفسرين يستبعد مسألة الشراء، ويقول: يمكن أن يكون المعنى: يسمع اللهو؛ لأنه لا يمكن أن يشتري اللهو، أما الآن فهو واضح تماماً، فإن الرجل يشتري اللهو في أشرطة التسجيل، ويتفرج على ما فيها من لهو ولعب ومن أشياء حرمها الله سبحانه وتعالى، ويستمع فيها إلى ما حرم الله، وهذا شراء حقيقي يدفع فيه مالاً، ويشتري بهذا المال لهو الحديث؛ لِيَضِلَّ ولِيُضِلَّ عن سبيل الله.
والمعنى: كي يضل.
فيكون هو في ضلال، ويضل غيره، ويدعوه إلى الضلال وإلى الباطل وإلى المتعة المحرمة.