تفسير قوله تعالى: (ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها)
قال تعالى: ﴿وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾ [السجدة: ١٣] أي: لو شئنا لأعطينا كل نفس هداها، ولأوجدنا في القلوب الإيمان والهدى، ولأوجدنا في العقول التفكير والتبصر والنظر في آيات الله سبحانه، لو شئنا لفعلنا ذلك، ولكن مشيئة الله سبحانه: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ﴾ [التغابن: ٢]، هذا تقديره سبحانه وتعالى، فهو سبحانه خلقكم وأعطاكم العقول، وأنزل عليكم الكتب، وأرسل إليكم الرسل، وأقام عليكم الحجة، والآن الجزاء يكون يوم القيامة: ﴿وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾ [السجدة: ١٣]، ﴿وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا﴾ [الكهف: ٤٩]، فقد بين للناس، وقد أعذر من أنذر، وما قصر من بصر.
نسأل الله العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.