كيفية تكوين السحاب ونزول المطر
يقول الله تعالى: ﴿وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ﴾ [فاطر: ٩] فالرياح تسببت في تكوين هذه السحاب، إذ تحرك الأمواج في البحر، لأن الماء لا يتحرك لوحده، ولكن الله يرسل الرياح فتحرك أمواجاً ظاهرة فوق الماء، وأمواجاً باطنة داخل الماء، فيتحرك الماء من مكان إلى مكان برحمة رب العالمين سبحانه، ولو بقي في مكانه لتعفن، ولكن شدة الريح تدفع هذه المياه إلى أن تتحرك وتفيض، ثم تأتي الشمس على هذه الأرض فتسخن ما على الأرض من ماء فيتبخر، ثم ترفعه الرياح إلى السماء، فالله سبحانه جعل لهذا الكون مقادير عجيبة، وآيات دقيقة من فضله سبحانه تبارك وتعالى، وتخيل حرارة هذه الشمس لو ظلت مسلطة على الماء كلما ارتفع إلى السماء حيث تشتد هذه الحرارة بالقرب من الشمس، لكانت المياه التي على الأرض قد تبخرت ولم ترجع مرة أخرى، فالله من فضله سبحانه تبارك وتعالى جعل حول هذه الأرض من خارجها في الغلاف الجوي أماكن باردة جداً، فكلما صعدت المياه قلت الحرارة ولم تزد رغم قربها أكثر من الشمس، وهذا صنع الله سبحانه تبارك وتعالى، فإذا بالمياه ترتفع مع الرياح إلى ارتفاع حوالي ستة عشر كيلو، أو من ثمانية إلى ستة عشر كيلو متر فوق سطح الأرض وهي المنطقة التي تتكون السحاب فيها أو فوقها بيسير، فالأرض أخرجت ماءها والشمس بخرته إلى هذا المكان، ثم يرسل الله الرياح فتحرك السحاب من مكان إلى مكان، فالرياح حركت الأمواج والمياه من مكان إلى مكان، والشمس سخنت فبخرت، ثم يرتفع الماء فتحركه الرياح إلى أعلى فتتكون السحاب هناك، ولو لم يكن هناك رياح وتبخر هذا الماء لبقى في السحاب، ولنزل في مكانه، فالمياه التي تبخرت من البحر ستنزل فوق البحر مرة ثانية، والتي تبخرت من النهر ستنزل فوق النهر، والتي من الأرض اليابسة مني عيونها وأنهارها ستنزل فوقها مرة ثانية، ولن ينتفع الناس بهذا الماء كثيرا إلا المكان الذي تبخر منه، ولكن الله الذي جعل لكل شيء قدراً شاء سبحانه أن هذه السحاب لا تقف في مكانها، ولكن يرسلها الله سبحانه فتتحرك من مكان إلى مكان.