تفسير قوله تعالى: (وإن كل لما جميع لدينا محضرون)
قال تعالى: ﴿وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ﴾ [يس: ٣٢].
في قوله: (لما) قراءتان: قراءة ابن عامر وعاصم وحمزة، (إن كل لمّا) بالتشديد.
وباقي القراء: (إن كل لَمَاَ) بالتخفيف.
و (إن كل لما) مثل: (ما كل إلا كذا) فهذا أسلوب قصر، ويكون المعنى: أن الجميع راجع إلى الله، ولا يفلت أحد من الله سبحانه تعالى.
قال تعالى: (﴿وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ﴾ [يس: ٣٢]، أي: أن الله يجمعهم ويحضرون بدون اختيارهم يوم الحشر، أما على قراءة الجمهور فالمعنى: إن كل راجع ومجموع إلينا، و (إن) هنا مخففة من الثقيلة، فلما خففت رفع ما بعدها؛ لأنها صارت لا تعمل.
وجاءت اللام في (لَمَا) من أجل أن تفرق بين (إن) التي بمعنى (ما) وبين (إن) التي تأتي لتأكيد الجملة بعدها.
وسواء كان الأسلوب أسلوب قصر، أو أسلوب تأكيد، فالمقصود أن الجميع محضرون إلى ربهم سبحانه، ليجازيهم على أعمالهم.
كان الكفار يكذبون بالعبث والنشور، ويقولون: ﴿أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ [الرعد: ٥]، أي: سنرجع مرة أخرى! فيقول الله عز وجل: انظروا فيما أمامكم من الآيات.


الصفحة التالية
Icon