دلالة قسم الله تبارك وتعالى على عظم المقسم عليه
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته أجمعين.
قال الله عز وجل في سورة الصافات: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَالصَّافَّاتِ صَفًّا * فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا * فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا * إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ * رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ * إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ﴾ [الصافات: ١ - ٦].
سورة الصافات: هي السورة السابعة والثلاثون من كتاب الله عز وجل، وهي من السور المكية.
يقسم الله عز وجل فيها بقوله: ﴿وَالصَّافَّاتِ صَفًّا * فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا * فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا﴾ [الصافات: ١ - ٣]، والراجح: أنها الملائكة، فيقسم الله عز وجل بملائكته المتصفين بهذه الصفات.
قال: (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا) أي: تصف الملائكة عند ربها، ويقفون صفوفاً خاشعين بين يدي الله سبحانه تبارك وتعالى، فهي تصطف في عبادة الله، أو تصف أجنحتها خشوعاً لله سبحانه تبارك وتعالى.
(فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا) أي: تنزل الملائكة بآيات الله سبحانه تبارك وتعالى التي تزجر بها بني آدم عن معاصيهم وعن قبائحهم، فملائكة الله تزجر العباد بما يأمرهم الله عز وجل به من زواجر وآيات من كتابه، أو بأن يرسل ملكاً من الملائكة ليعاقب الناس على ظلمهم وعلى معصيتهم لربهم.
ومن معاني الزاجرات: سوق السحاب من مكان إلى مكان، فتزجر الملائكة السحاب وتسوقها بأمر الله سبحانه من مكان إلى مكان.
(فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا) أي: التاليات القارئات لكتاب الله سبحانه تبارك وتعالى، فيقسم الله عز وجل بملائكته المتصفين بهذه الصفات، فهي تتلو كتاب الله كما كان جبريل ينزل على النبي ﷺ ويقرأ عليه القرآن فيتعلم النبي ﷺ منه، وكذلك كانت الملائكة تنزل على الرسل قبل النبي ﷺ لتتلو ذكر الله وآياته سبحانه تبارك وتعالى عليهم.